Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
واختيار حقه من باطله يكون بالشيء الذي نختبر به سائر الأشياء المحسوسة وهو الاختبار بالحواس فكما أن الذي لم ير المدينة التي تعرف «بأثينيا» لم ير الرواق المروق الذي فيها ولا بيت القراميد ولا غيره من المواضع التي فيها كذلك من لم يشرح لم ير العروق لا الضوارب ولا غير الضوارب ولا غيرهما من الأعضاء ولا غيره من الأوعية. وذلك أنه كما يحيط السور بالمدينة والحيطان بالبيوت كذلك يحيط الجلد ببدن الحيوان فيحتاج من أراد أن يعاين ما تحت الجلد أن يشق الجلد فإذا شق الجلد وعاين ما دونه فينبغي ما ظهر له بالحس ظهورا بينا أن يتحفظه ويخبر به من أراد إخباره ويكتبه إن آثر أن يكتب فيه.
فإن أبقراط لم يكتب ما كتب من هذا الشيء دله عليه قياس أو برهان ولا بتصديق منه بوحي أوحى إليه أسقليبيوس في المنام أو في اليقظة وإنما أدرك ذلك بأن شق أولا مراق البطن مع الغشاء الممدود على البطن المعروف «بباريطوناون» ثم تأمل ما دون ذلك فرأى الأمعاء والأحشاء ورأى في الجانب الأيمن مما دون الشراسيف الكبد ورأى في جانب الأيسر الطحال ومن بعدهما الكليتين ومن بعد ذلك المعدة والأمعاء ورأى المعدة تماس الحجاب وتكتيفها من الجانب الأيمن الكبد ومن الجانب الأيسر الطحال.
Page 620