Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
فقد قال أبقراط بعد أن قال ما قدمت إنه ينبغي أن يميل من «الخروج ما كان حيث ينبغي» وكان الشيء «الذي ينبغي» أن يخرج «وبالمقدار الذي ينبغي» أن يخرج من غير أن تتكلف شيئا. وقد نصب أبقراط في هذا الكلام لك ثلاثة أغراض إذا قصدت قصدها ونظرت فيها علمت ما ينبغي لك أن تفعل وذلك أنك إن رأيت أن الفضل إنما يصير إلى الموضع الذي ينبغي أن يصير إليه ورأيت أن الشيء الذي يندفع هو الشيء الذي تعلم أنه الفاعل للمرض ورأيت أن مقداره مقدار الشيء الذي حدث عنه المرض لم تحتج أنت حينئذ أن تتكلف شيئا. فإن أخل شيء من هذه الوجوه التي وصفت فينبغي أن تستصلحه فإن رأيت الخروج غير موافق في جميع الوجوه فينبغي أن تمنع من حدوثه. وإنما يكون الخروج غير موافق في جميع الوجوه متى كان الموضع الذي مال إليه الفضل ليس ببعيد من الخطر وكان الشيء الذي يندفع إليه ليس هو الخلط الذي حدث عنه المرض ولا هو بمقداره فهذا الخروج خروج رديء وينبغي أن تمنعه «إذا ابتدأ» أن يحدث أو «إذا استعد أن يحدث». إلا أن الخروج الذي قد ابتدأ في الخروج قد تمكنا تعرفه فأما الخروج الذي لم يبتدئ بعد ولكنه مزمع أن يبتدئ فليس تعرفه من فعل الطبيب لكن من فعل العراف فإن قال قائل إنه متى حدث ثقل في عضو من الأعضاء أو حمرة أو غير ذلك مما أشبهه فذلك دليل على أن الفضل صائر إليه فليس ذلك مما يدل على خروج مزمع أن يكون لكنه دليل على الخروج الذي قد ابتدأ أن يحدث.
فالذي ينبغي لك أن تفهم عنه فيما أحسب من قوله «إذا كان مستعدا أن يكون» هو ما أصف: فقد ترى كثيرا قوما ينفثون الدم من قصبة الرئة أو من الصدر ومنهم من يقذفه من المعدة فمتى رأيت أحدا قد أصابه ذلك ثم برئ ثم عرض له في وقت من الأوقات مرض من الامتلاء فينبغي أن تحرص الحرص كله أن تباعد الفضل عن تلك الأعضاء الضعيفة إلى أعضاء أخر والأجود متى كان ذلك الامتلاء كثيرا أن تستفرغه.
وقد ترى أيضا من النساء من تحتبس طمثها فيعرض لها من ذلك نفث الدم فإذا احتبس طمثها بعد فينبغي أن تخاف عليها وتحذر من مصير الفضل في تلك الأعضاء التي كان منها نفث الدم وعلى هذا المثال في صاحب الصرع ينبغي أن تتقدم في إبعاد الأخلاط التي تكثر في بدنه عن الرأس وفي أصحاب أوجاع الكلى أن تباعد الفضل عن تلك المواضع التي تسرع إليها الآفة وكذلك تفعل فيمن ينصب الفضل الذي يجتمع في بدنه إلى عينيه أو إلى عضو آخر من أعضائه وقد رأيت ذلك قد حدث به مرارا كثيرة.
Page 516