Sharḥ Iḥqāq al-Ḥaqq
شرح إحقاق الحق
Editor
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
Your recent searches will show up here
Sharḥ Iḥqāq al-Ḥaqq
Shihāb al-Dīn al-Marʿashī al-Najafīشرح إحقاق الحق
Editor
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
الحق والباطل، وكذلك اعترفوا في النار بأنهم لم يكونوا من أهل السمع و العقل، وأنهم لو رجعوا إلى أسماعهم وعقولهم، لعلموا حسن ما جاءت به الرسل وقبح مخالفتهم، قال تعالى: وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير (1)، وكم يقول لهم في كتابه أفلا يعقلون، لعلكم تعقلون، فينبههم على ما في عقولهم من الحسن والقبح ويحتج عليهم بها، ويخبر أنه أعطاهموها لينتفعوا بها ويميزوا بها بين الحسن والقبيح، وكم في القرآن من مثل عقلي و حسي ينبه به العقول على حسن ما أمر به وقبح ما نهى عنه؟! فلو لم يكن في نفسه كذلك لم يكن لضرب الأمثال للعقول معنى، ولكان إثبات ذلك بمجرد الأمر والنهي دون ضرب الأمثال، وتبيين جهة القبح المشهور بالحس والعقل، والقرآن مملو بهذا لمن تدبره، كقوله:
ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون (2)، يحتج سبحانه عليهم بما في عقولهم، من قبح كون مملوك أحدهم شريكا له، فإذا كان أحدكم يستقبح أن يكون مملوكه شريكا له ولا يرضى بذلك، فكيف تجعلون لي من عبيدي شركاء تعبدونهم كعبادتي؟ وهذا يبين أن قبح عبادة غيره تعالى مستقر في العقول، والسمع نبه العقول وأرشدها إلى معرفة ما أودع فيها من قبح ذلك وكذلك قوله تعالى:
ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون (3) ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون (4)، <div>____________________
<div class="explanation"> (1) الملك. الآية 10.
(2) الروم. الآية 28.
(3) متشاكسون: متضادون.
(4) الزمر. الآية 29.</div>
Page 356
Enter a page number between 1 - 20,065