Sharḥ Iḥqāq al-Ḥaqq
شرح إحقاق الحق
Editor
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
الإمامي الحاضر هناك يقول: إن الثلاثة الذين أقاموا بوظائف الخلافة من بين الصحابة كانوا من المتهمين بالنفاق في زمان النبي صلى الله عليه وآله فغصبوا الخلافة بعده عمن نص الله تعالى ورسوله عليه بذلك، ولهذا تبرأ عنهم الإمامية من أمة محمد صلى الله عليه وآله، والحاصل أن هؤلاء وإن كانوا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ومنتسبين إلى الاسلام وإلى نصرته، لكنهم كانوا أعداءا له في الحقيقة وإنما كانوا يظهرون شيئا من شعائر الاسلام، لما رأوا انتظام رئاستهم الباطلة في ذلك وكانوا يخرجون عداوة الاسلام وأهله في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح وورع وصلاح، وهو غاية الجهل والافساد، والبعد عن الفوز والفلاح، فكم من ركن للاسلام قد هدموه، وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه، وكم من علم له قد طمسوه (1)، وكم من لواء مرفوع له قد وضعوه، كما أشار إليه مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام، في دعاء صنمي قريش (2)، بقوله:
اللهم العن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما الذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا انعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك وعطلا أحكامك وأبطلا فرائضك وألحدا (3) في آياتك وعاديا <div>____________________
<div class="explanation"> (1) الطموس: الدروس والامحاء.
(2) أورده العلامة المجلسي في باب القنوت من كتاب الصلاة من مجلدات البحار ونقل هناك فوائد عن كتاب رشح الولاء في شرح الدعاء للشيخ الجليل أسعد بن عبد القاهر بن الأسعد الإصبهاني، ثم اعلم أن لأصحابنا شروحا على هذا الدعاء (منها) الرشح المذكور (ومنها) كتاب ضياء الخافقين لبعض العلماء من تلاميذ الفاضل القزويني صاحب لسان الخواص (ومنها) شرح مشحون بالفوائد للمولى عيسى بن علي الأردبيلي وكان من علماء زمان الصفوية، وكلها مخطوطة. وبالجملة صدور هذا الدعاء مما يطمئن به، لنقل الأعاظم إياها في كتبهم واعتمادهم عليها.
(3) ألحد: مال وعدل ومارى.</div>
Page 337