Al-īḍāḥ fī ʿulūm al-balāgha
الإيضاح في علوم البلاغة
Editor
محمد عبد المنعم خفاجي
Publisher
دار الجيل - بيروت
Edition Number
الثالثة
Your recent searches will show up here
Editor
محمد عبد المنعم خفاجي
Publisher
دار الجيل - بيروت
Edition Number
الثالثة
الأول نسلم عليك سلاما وتقدير الثاني سلام عليكم، كأن إبراهيم عليه السلام قصد أن يحييهم بأحسن مما حيوه به أخذا بأدب الله تعالى في قوله تعالى: {وإذاحييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} [النساء: 86] . وقد ذكر له وجه آخر فيه دقة غير أنه بأصول الفلاسفة أشبه وهو أن التسليم دعاء للمسلم عليه بالسلامة من كل نقص ولهذا أطلق، وكمال الملائكة لا يتصور فيه التجديد؛ لأن حصوله بالفعل مقارن لوجودهم، فناسب أن يحيوا بما يدل على الثبوت دون التجدد، وكمال الإنسان متجدد؛ لأنه بالقوة وخروجه إلى الفعل بالتدرج فناسب أن يحيا بما يدل على التجدد دون الثبوت. وفيه نظر. وقوله تعالى: {سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} ، أي أحدثتم دعاءهم أم استمر صمتكم عنه فإنه كانت حالهم المستمرة أن يكونوا صامتين عن دعائهم، ففيه لم يفترق الحال بين أحداثكم دعاءهم وما أنتم عليه من عادة صمتكم عن دعائهم. وقوله تعالى: {قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين} أي أحدثت عندنا تعاطي الحق فيما نسمعه منك أم اللعب، أي أحوال الصبا بعد مستمرة عليك، وأما قوله تعالى: {وما هم بمؤمنين} ، في جواب: {آمنا بالله وباليوم الآخر} فلإخراج ذواتهم من جنس المؤمنين مبالغة في تكذيبهم، ولهذا أطلق قوله "مؤمنين" وأكد نفيه بالباء، ونحوه: {يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها} .
وشرطيتها: لما مر1، وظرفيتها لاختصار الفعلية، إذ هي مقدرة بالفعل على الأصح2.
Page 134