96

Sharh Hisn al-Muslim

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

Publisher

مطبعة سفير

Publisher Location

الرياض

Genres

قوله: «ولقاؤك الحق» أي: واقع كائن لا محالة، والمراد من لقاء الله: المصير إلى الدار الآخرة. [قال المصحح: لقاء الله تعالى حق لا شك فيه، لكن على الوجه اللائق بالله تعالى، من غير تعطيل، ولا تحريف، ولا تكييف، ولا تمثيل، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (١). قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ تعالى: «أما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف والخلف بما يتضمن المعاينة والمشاهدة بعد السلوك والمسير، وقال: إن لقاء الله يتضمن رؤيته ﷾ ... كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ فذكر أنه يكدح إلى الله فيلاقيه، والكدح إليه: يتضمن السلوك والسير إليه، واللقاء يعقبهما ...»] (٢). قوله: «والجنة حق» أي: موجودة مُعدَّة للمؤمنين. قوله: «والنار حق» موجودة مُعدَّة للكافرين. قوله: «والنبيون حق» أي: حق في أنهم من عند الله - تعالى - وأنهم أنبياء الله تعالى وعبيده. قوله: «ومحمد حق» أي: حق نبوته ورسالته، وأنه عبد الله ورسوله إلى العرب والعجم [والإنس والجن، ولا نبي بعده] (٣)، وإنما أفرد نفسه بالذكر، وإن كان داخلًا في النبيين، تنبيهًا على شرفه وفضله.

(١) سورة الشورى، الآية: ١١. (٢) مجموع الفتاوى (٦/ ٤٦١ - ٤٧٥) (المصحح). (٣) [المصحح].

1 / 97