206

Sharḥ Ḥiṣn al-Muslim min adhkār al-kitāb waʾl-sunna

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

Publisher

مطبعة سفير

Publisher Location

الرياض

Genres

«أي: لا يذل من واليت من عبادك في الآخرة أو مطلقًا؛ وإن ابتلي بما ابتلي به، وسلط عليه مَن أهانه، وأذله باعتبار الظاهر؛ لأن ذلك غاية الرفعة والعزة عند الله تعالى، وعند أوليائه، ولا عبرة إلا بهم، ومن ثم وقع للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الامتحانات العجيبة ما هو مشهور».
قوله: «لا يعز من عاديت» أي لا يعز في الآخرة أو مطلقًا، وإن أعطي من نعيم الدنيا وملكها ما أعطي؛ لكونه لم يمتثل أوامر الله تعالى ولم يجتنب نواهيه.
قوله: «تباركت» أي: تكاثر خيرك في الدارين.
قوله: «ربنا [وَ] تعاليت» أي: يا ربنا ارتفعت عظمتك، وظهر قهرك وقدرتك على من في الكون، وارتفعت عن مشابهة كل شيء.
١١٧ - (٢) «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأعُوْذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» (١).
- صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب ﵁.
قد تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (٤٧).

(١) أخرجه أصحاب السنن الأربعة [أبو داود برقم (١٤٢٧)، والترمذي برقم (٣٥٦١)، والنسائي (١/ ٢٥٢)، وابن ماجه برقم (١١٧٩)]، وأحمد [(١/ ٩٦ و١١٨، و١٥٠)]، وانظر «صحيح الترمذي» (٣/ ١٨٠)، و«صحيح ابن ماجه» (١/ ١٩٤)، و«الإرواء» (٢/ ١٧٥). (ق).

1 / 207