122

Sharh Hisn al-Muslim

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

Publisher

مطبعة سفير

Publisher Location

الرياض

Genres

قوله: «وعلى أزواجه وذريته» أي: نسله؛ وهم هنا أولاد فاطمة ﵂، وكذا غيرها من البنات، ولكن بعضهن لم يعقب وبعضهن انقطع عقبه. قوله: «كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» اشتهر الخلاف والتساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله: «كما صليت»؛ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به، والواقع هنا عكسه؛ إذ أن محمدًا ﷺ أفضل من إبراهيم ﷺ، وقضية كونه أفضل؛ أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل. واستحسن كثير من العلماء قول من قال: «إن آل إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد مثلهم، فإذا طُلب للنبي ﷺ ولآله من الصلاة عليه مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء؛ حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم؛ فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء، وتبقى الزيادة التي للأنبياء - وفيهم إبراهيم - لمحمد ﷺ، فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره». قال العلامة ابن القيم ﵀ معلقًا على هذا القول: «وهذا أحسن ما قيل، وأحسن منه أن يقال: محمد ﷺ هو من آل إبراهيم، بل هو خير آل إبراهيم، كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس ﵁ في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (١)؛ قال ابن عباس: «محمد من آل إبراهيم»، وهذا نص [فإنه]

(١) سورة آل عمران، الآية: ٣٣.

1 / 123