كل ما ذلك مني خلق بكل أنا في الروع جدير
وابن صبح سادرًا يُوعدني اله في الناس ما عشت مجير
أجمع رجلي بها أي بفرسي، أضمها عليها ركضًا أي استدرها الجري برجلي، وفرور، مجد في الفرار، ويروي "لقرور" من القرار بالقاف، وهرير أي كراهة، وابن صبح فيه قولان أحدهما: أنه رماه بأنه لغير رشدة أي حملت به أمه وقت الصبح ممن غار على قبيلة إلى الصبح، والآخر أنه يستهزئ به أي يغير وقت الصبح، كما يفعله الشجاع فنسه إليه، كما قالوا ابن الحرب وابن الفيافي، وسادرًا متحيرًا، ويروي "ليس ما عشت له مني مجير". المعنى: يصف خبرته بأمر الحرب وأنه يفر منها إذا وجب الفرار، ويعطف إذا وجب العطف، وإن كرهته النفس وكان ذلك خلق منه، وهو جدير بالعطف والفرار، ثم أوعد ابن صبح أنه لا ينقذه ولا يحفظه منه شيء، ورماه بأنه لغير رشدة: وأنه يوعدني متحيرًا.
(٣٧)
وقال قيس بن الخطيم، قيس من قاس، والخطيم: فعيل بمعنى مفعول، والخطم: الضرب على الأنف، وسمي به لضربة خطمت أنفه أي صارت كالخطام عليه، وهو الزمام.
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لولا الشعاع أضاءها
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها
يهون على أن ترد جراحها عيون الأواسي إذ حمدت بلاءها