Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
قال أبقراط: الماء الذي يسخن * سريعا (173) ويبرد سريعا فهو أخفذ المياه.
[commentary]
التفسير: * أبقراط (174) * وإن (175) لم يعن بأخف المياه أخفها في الوزن بل الذي هو أخف في المعدة * فإن الذي هو أخفها في المعدة (176) لأن الأخف وزنا ألطف جوهرا، والذي يخف في المعدة ولا يثقل عليها إنما يخف ولا يثقل للطافته، والذي يدل على لطافته * قبول السخونة (177) والبرودة سريعا لأن الألطف أسرع إجابة إلى الانفعال. ولذلك لما كان الهوء ألطف من الماء، كان أسرع قبولا للسخونة والبرودة فالماء إذا كان صافيا من كل شوب عاريا من كل كيفية لطيفا يقبل السخونة والبرودة سريعا * وهو (178) أسرع استحالة في المعدة وانحدارا عنها وتنفيذا * للطعام (179) إلى الأعضاء PageVW0P136B فهو لذلك أفضلها وأخفها في المعدة.
27
[aphorism]
قال أبقراط: من دعته شهوته إلى * الشرب (180) بالليل وكان عطشه شديدا فإنه إن نام بعد ذلك فذلك محمود.
[commentary]
التفسير: العطش قد يكون صادقا وهو الحادث * من عوز (181) الرطوبة. فمتى لم يستوف الإنسان ريه من الماء وقد شرب شرابا غير ممزوج وكان عادته أن يشرب ممزوجا فليطلق له أن يشرب إذا * انتبه (182) عطشانا. ومتى كان كاذبا كالحال فيمن في معدته بلغم مالح أو قد استكثر من شرب الشراب فالأولى أن ينام، فإنه إذا نام انهضم ما في معدته مما هو سبب للعطش وانحدر عنها. وهذا هو عناه * أبقراط (183) لا غير. ولذلك قال «من دعته شهوته» فإن الذي يشرب للشهوة لا يكون شربه للعطش الصادق. ولذلك قال أيضا «فإنه إن نام بعد ذلك فذلك محمود». والعطش الصادق لا * يحمد (184) التهاون به ولا أن ينام عليه، فكأنه قال ليس ينبغي أن يشرب الإنسان * بالشهوة (185) بل بالعطش الحقيقي وخصص كلامه بالانتباه PageVW0P137A من النوم لأن الشرب بالشهوة في ذلك الوقت أضر PageVW5P056B ويمكن أن يفرق بين * العطشين (186) بأن يحمل الإنسان نفسه على النوم. فإن أخذه فهو كاذب والشرب عند ذلك يضعف الحار الغريزي ويسيء الهضم. * وإن (187) لم يأخذه النوم وإن أكثره على ذلك فهو صادق. والأولى عند ذلك أن يقوم ويمشيمشيا رقيقا * لتنتشر (188) حرارته من الاجتماع بعض الانتشار ثم يشرب سيما إذا كان الماء صادق البرد لئلا يطفئ حرارته الغريزية المجتمعة في باطنه ضربة.
28
[aphorism]
Unknown page