180

Sharh Fusul Abuqrat

شرح فصول أبقراط للكيلاني

إن المواد الحار يحلان رطوبات البدن ويسيلانه فتسترخي المفاصل والأعضاء ويتحلل منهما جوهر الروح وهو * البخار (2545) اللطيف العذب وتسقط القوى لتحليل حاملها * وكذلك (2546) يوثبان اللحم لتذويب رطوباته ويرخيان الأعصاب بتسليمهما الرطوبات إليها وتفتح اندماجها وتضعف حركاتها المحتاجة إلى الصلابة ويخدر الذهن لأنهما على الجوهر الحار في البدن الرطب تصاعدت منه الأبخرة الرطبة إلى الدماغ واستوحت مجاري PageVW1P163B الأعصاب ومنافذها التي فيه واختلطت بالأرواح البخارات الكدرة فضعفت القوى المدركة لضعف حاملها، وتجلب سيلان الدم لأن الحار محرك الدم فيهيج له إلى الخارج فيعرض سيلان الدم من العضو السخيف المتهلهل النسيج المستعد للنزف بسبب جراحة أو * قرحة (2547) وإذا تمادى النزف والسيلان عرض الغشي المؤدي * للموت (2548) .

358

[aphorism]

* قال أبقراط (2549) : فأما البارد يحدث التشنج والتمدد والاسوداد والنافض الذي يكون معه الحمى

[commentary]

يعني * البارد (2550) من الهواء والماء يغلظ الأخلاط ويكثف المسام فيمنع التحليل ويصلب الأعصاب فتتمدد لصلابتها وغلظها إلى التعرض فيقصر من الطول فيعرض التشنج والتمدد. وأما حدوث الاسوداد في العضو الذي أصابه البرد الشديد يكون من توجه الحرارة والدم والبخارات الحادة إليه طلبا لنكاية البرد أن تزيلها وطمعا في إصلاحها فتحتقن الأبخرة فيه * لاستحصاف (2551) جلده فتحرق العضو وتميته وتعفن هي وتعفنه لانسداد منافس العضو وفقدان ترويحها فيعود العضو ويتغير عن لونه. وأما النافض مع الحمى بسبب البرد الشديد يكون لانتفاض الأعضاء والأعصاب وارتعادها عن أذى البرد الذي يجمع الأبخرة الحادة في البدن ويمنعها من الانتشار والانتعاش ويجمعها فيه بسبب ما يحدث فيه من تكاثف المسام وضيقها فهذه الأبخرة لو كانت عذبة رطبة لم تولد الحمى ما لم يعفن فتحدث الجمى العفنية، وإن كانت دخانية أسخنت الأرواح بمجاورتها ومخالطتها وعرضت الحمى.

359

[aphorism]

* قال أبقراط (2552) : الحار مقيح لكن ليس في كل قرحة وذلك من أعظم العلامات دلالة على الثقة والأمن، ويلين الجلد ويرققه ويسكن الوجع ويكسر عادية النافض والتشنج والتمدد ويحل الثقل العارض PageVW1P164A في الرأس، وهو من أوفق الأشياء لكسر العظام وخاصة للمعرى منها ومن العظام خاصة لعظام الرأس، ولكل ما * أماته (2553) البرد أو أقرحه وللقروح التي تسعى أو تتآكل وللمقعدة والفرج والرحم والمثانة فالحار لأصحاب هذه العلل * شاف (2554) نافع والبارد ضار قاتل.

[commentary]

Unknown page