114

Sharh Fusul Abuqrat

شرح فصول أبقراط للكيلاني

227

[aphorism]

قال أبقراط الحكيم: إذا كانت المرأة لا تحبل فاردت أن تعلم هل تحبل أم لا، * فغطها (1667) بثياب ثم بخر تحتها، فإن رأيت أن رائحة البخور ينفذ * في (1668) بدنها حتى تصل إلى منخريها وفمها، فاعلم أنه ليس سبب تعذر * الحمل (1669) من قبلها.

[commentary]

اعلم أن برودة الرحم مانع من الانتاج كما تمنع برودة الشتاء عن الإنبات. ولو كان رطبا برطوبات فضلية فإنها تغمر المني وتفسده كما تفسد * البذر (1670) الأرض النزة الرطبة. ولو كان حارا يحرق المني ويفسده، وإن كان يابسا أجف مما ينبغي تكون المرأة عقيما لأن الرحم ينشف رطوبة النطفة * ويفسدها (1671) . ولو كان في هذه كلها معتدلا كان قابلا للحبل ولم يكن سبب تعذر الحمل من قبل المرأة. يعلمنا دستورا PageVW0P158A أن نعرف أن العقم من جهة المرأة أو من قبل الرجل * فاعلم (1672) أن الاراييح تنقسم إلى جنسين: جنس يشاكل الروح الذي في بطون الدماغ، * وهي الروائح الطبيعية، وجنس مخالف للروح الذي في بطون الدماغ (1673) وهي الروائح الكريهة المنتنة. ويقولون إن الشمومات * الطيبة (1674) ، والروائح * العبقة (1675) تغذو القوى، وليست القوى أجساما نامية فتغتذي، لكن يريدون أنها تقويها لأن البخار الحار الرطب الرائحة يزيد في الحرارة الغريزية التي هي آلة للقوى في إفعالها وتغذي الروح الذي هو PageVW1P111A مركب لها. فبالحري إذا * قوي (1676) أن تقوى القوى على أفعالها. ويدل على صدق قولهم انتعاش الخائر القوة والمغشي عليه بالرائحة الطيبة ولما كانت الرائحة تحتاج في وجودها إلى شيئين: أحدهما يقوم مقام الفاعل وهو الحرارة المسعطة للبخار، * والآخر (1677) يقوم * مقام (1678) المنفعل، وهو الجوهر اللطيف الذي يجيء إلى التبخير. فمتى تبخر الرحم بالقمع على الأدوية والأفاويه الحارة اللطيفة الرائحة واشتملت المرأة وغطت بالثياب حتى لم يجد البخار منفذ إلى خارج أنبوب القمع وترتقي الابخرة من الداخل وتصل إلى منخريها وأحست بالبخار الصاعد من أنبوبة القمع إلى الرحم بحاسة الشم فلم تكن تقدر الحمل من قبلها. ودل PageVW0P157B على اعتدال رحمها لأنه لو كان رحمها * باردا (1679) استحال البخار الحار اللطيف إلى البرودة وغلظ القوام، فلا يقدر على الصعود ويمنعه الغلظ عن النفوذ في مسالك المشام. وإن كان * حارا (1680) صار البخار اللطيف فيه محترقا متلاشيا على سبيل التحليل، وإن كان رطبا صار البخار فيه مائيا ثقيلا كثيفا، ويحتاج البخار أن يكون في قوامه معتدلا حتى يلج مداخل المشام. وإن كان يابسا انتشف فيه رطوبات البخار واستحال دخانيا عديم الرائحة فلا ترتفع رائحة البخور ولا تدرك. أو لتلزز منافذ الرحم وتصلبها الحاصلة من اليبس لم يتأت للبخار الصعود إلى المسام أو المنخرين فمهما ارتقت الابخرة واحست بطيبها، علم أن رحمها معتدل نقي وكان سبب العقم من الرجل لا من المرأة لأنه قد يكون مني الرجل حارا * محترقا (1681) أو باردا متجمدا PageVW1P111B أو رطبا * سيالا (1682) لا يمكث في نقر الرحم بل ينزلق وينحدر، أو يابسا جافا * لا ينبسط (1683) في الرحم كما ينبغي.

228

[aphorism]

* قال أبقراط (1684) : إذا أردت أن تعلم هل المرأة * حامل (1685) أم لا، فاسقها ماء العسل إذا أرادت النوم، فإن أصابها مغص في بطنها فهي حامل، وإن لم يصبها مغص فليست بحامل. PageVW0P159A

[commentary]

إن ماء العسل تولد الريح والنفخ في الأمعاء بسبب حرارة مزاجه الذي يظهر بالفعل فيها ويتشبث بالرطوبات المائية المشوبة به، فتحس الحبلى بالمغص لأنه لما اشتمل الرحم على المني وانضم إليه جذب الأعضاء المحاذية القريبة منه إلى نفسه سيما رباطات عضلات المراق، فتنجذب عضلات * المراق (1686) إلى الرحم، فلما سقيت ماء العسل وتولد في معائها الريح ضغطها * عضلات (1687) المراق من قدام ويزاحمها الرحم من خلف فيعسر خروج الريح منها ويحدث المغص. وينبغي أن يكون هذا التدبير بعد أكل * طعام (1688) معتاد على مقدار معهود وعند النوم لأنه وقت السكون وغوص الحرارة الغريزية إلى الداخل. وإنما استدل من المغص * الحادث (1689) من الرياح المتولدة من ماء العسل على الحبل لأن الأغذية النافحة لرداءة كيفيتها * أو كثرة كميتها (1690) تحدث المغص في الحبلى وغيرها لأنها عاصية ثقيلة على القوة الهاضمة. فأما بخارات ماء العسل خفيف لطيف يتحلل في غير الحبلى ويعين الأمعاء على انفشاشها حرارة مزاج العسل فيها، * فمتى (1691) لم يتحلل وحدث المغص دل على تغير وضع الأمعاء والأحشاء بسبب انضمام * الرحم (1692) وانجذابها إليه، فيعسر خروجها، ويحدث المغص. وإنما اختار هذا الامتحان PageVW0P159B في هذا الوقت لأن الحرارة الغريزية * في وقت النوم تميل إلى الداخل فهضم الطعام وتحلل الرياح فمهما (1693) * لم (1694) يتحلل ولم PageVW1P112A يخرج في هذا الوقت علم أن المانع من اشتمال الرحم ومزاحمته الأمعاء من انضمام بعضها وانضغاط البعض.

Unknown page