Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
الشرح (162): الأمراض PageVW2P014A ذوات النوائب منها ما يتعذر استعمال الغذاء في وقت نوائبها كالصرع ومنها ما يجب استعماله فيها كما إذا كانت الحمى مركبة من حميات، بحيث كانت نوائبها تأتي (163) متعاقبة فلا تكون لها راحة البتة فهناك يجب استعمال الغذاء في النوبة الأخف، فإن تساوى الكل ففي أبرد أوقات النهار. ومنها ما PageVW0P015B ليس كذلك وهي التي لها أدوار، أعني زمان أخذ وترك، فتارة يكون زمان الترك راحة، وتارة يكون فترة، وفيها لا يجوز استعمال الغذاء في وقت النوبة؛ وذلك لأمور: أحدها: ازدياد الحمى بحرارة الطبخ الذي يحوج إليه الغذاء. وثانيها: إن الطبيعة حينئذ إن اشتغلت بتدبير الغذاء استولى المرض وطالت النوبة جدا، وإن [L4 8a] اشتغلت بتدبير المرض فسد الغذاء وزاد في مادة المرض، وإن اشتغلت بهما جميعا كان فعلها في كل واحد منهما ضعيفا. وثالثها: إن ما يعرض من [TH2 14b] الغذاء حينئذ من الأبخرة يشوش المريض . وأول النوبة أولى بمنع الغذاء، وعند انحطاطها أسهل. وهذا كله إذا لم يعرض أمر يوجب الغذاء، إذ قد يعرض ضعف فيحوج إلى الغذاء ولو عند البحران.
[aphorism]
قال أبقراط (164): إنه يدل على نوائب المرض ونظامه ومرتبته الأمراض أنفسها، وأوقات السنة، وتزيد الأدوار بعضها على بعض، نائبة كانت في كل يوم، أو يوما ويوما لا، أو في أكثر من PageVW0P016A ذلك من الزمان. والأشياء (165) التي تظهر من بعد، مثال ذلك ما يظهر في أصحاب ذات الجنب، فإنه إن ظهر النفث فيهم بدئا منذ أول المرض كان المرض قصيرا، وإن تأخر ظهوره كان المرض طويلا (166)؛ والبول (167) والبراز والعرق إذا (168) ظهرت بعد فقد تدلنا على جودة بحران المرض ورداءته وطول المرض وقصره.
[commentary]
الشرح (169): قد تبين أن تقدير الغذاء يختلف بحسب نوائب المرض ومرتبته، أي مرتبته في حدته. وأما اختلاف ذلك بحسب PageVW2P015A نظام المرض، أي كون كل واحد من أحواله في الوقت الذي تقتضيه طبيعة المرض، فلأن مثل هذا يعرف منه (170) زمان الراحة ومقداره، فيكثر الغذاء إذا كان وقت النوبة يتأخر، ويقلل أو يمنع إذا قرب مجيء النوبة، فيجب تعرف العلامات الدالة على كل واحد من هذه الثلاثة. وتلك العلامات أربعة أقسام، لأن تلك العلامات (171) PageVW0P016B إما أن تكون هي الأمراض أنفسها، أو لا تكون، وحينئذ إما (172) أن لا تكون مختصة بالأمراض كأوقات السنة، أو مختصة بها، فإما متعلقة بأحوالها (173) الجزئية كتزيد الأدوار، PageVW1P008B أو لا تكون كذلك وهي الأشياء التي تظهر من بعد. الصنف الأول: الأمراض أنفسها، وتدل على تلك (174) الثلاثة كدلالة الغب الخالصة على أنها تنوب يوما ويوما لا، وأنها تكون (175) منتظمة، وأنها تنقضي في أربعة عشر يوما. الثاني: الأشياء التي تعم الأمراض والصحة، كأوقات السنة وفي حكمها [TH2 15b] السن والبلد والتدبير السالف، وهذه تدل على تلك الثلاثة كدلالة الصيف على نوائب أمراضه غبا (176)، لأنها تكون في الأكثر صفراوية، وأنها تكون قصيرة المدة، وأن الأمراض تكون في الفصول المنتظمة منتظمة. الثالث: تزيد أدوار المرض بعضها على بعض، وتدل على تلك (177) الثلاثة؛ أما على النوبة والنظام فظاهر، وأما على المرتبة فلأن زيادة تفاوت الزائد يدل على سرعة انقضاء المرض وحدته، وقلة (178) ذلك على بلادة حركة المرض فيطول. وتدل على ذلك PageVW0P017A سواء كانت النوائب في كل يوم كما في الحمى النائبة، أو يوما ويوما لا كما في الغب، أو في أكثر من ذلك من الزمان كما في الربع والخمس والسدس. الرابع (179): الأشياء التي تظهر من بعد، كعلامات النضج. وسميت بذلك لأنها لا تظهر في (180) أول المرض، فمنها ما يدل على نضج مادة مختصة بعضو مخصوص كالنفث، ومنها ما يدل على نضج المواد مطلقا. وخروجه إما من منافذ غير PageVW2P016A محسوسة كالعرق، أو من منفذ محسوس وهو دائما (181) سيال كالبول، أو ليس كذلك كالبراز. وهذه تدل على تلك الثلاثة، إلا أن دلالتها على مرتبة المرض بذواتها، ولا كذلك على النوبة والنظام، فإنها إنما تدل عليهما (182) بتوسط نوع المادة؛ فلذلك لم يستدل أبقراط بها عليهما. قوله: "فإنه إن ظهر النفث فيهم (183) بدئا PageVW1P009A منذ أول المرض" يريد بأول المرض الوقت الأول من أوقاته الأربعة وهو وقت الابتداء، وذلك يدل على قصر المرض، لأنه إنما يكون لسرعة نضج المادة وقبولها PageVW0P017B للاندفاع، وإنما يكون ذلك لقوة القوة وسهولة انتقال المادة فيكون اندفاعها لا محالة سريعا. وإن تأخر ظهوره، كان المرض طويلا لضد (184) ذلك. وإذا ظهر النفث في (185) اليوم الأول من المرض توقع النضج في الرابع والبحران في السابع، # وإن ابتدأ في الثالث أو الرابع ولم ينضج في الرابع نضج في السابع (186) وبحرن في الحادي عشر أو في (187) الرابع عشر PageVW2P016B بحسب قرب النفث والنضج. وإن تأخر النفث عن ذلك فربما تأخر البحران إلى السابع عشر، بل إلى العشرين والرابع والعشرين، بل قد يتأخر إلى الرابع والثلاثين إذا (188) تأخر النفث عن السابع. قوله: "والبول والبراز والعرق إذا ظهرت بعد" الذي يظهر من بعد ليس ذوات هذه بل نضجها. قوله: "فقد تدلنا على جودة بحران المرض ورداءته وطول المرض وقصره" أما دلالة هذه على ذلك (189) فظاهر، وأما أن ذلك ليس دائما فلأن الخارج من هذه قد لا يكون من مادة المرض، فلا يدل نضجه على نضجها، وذلك (190)كما إذا كانت مادة المرض في الرأس مثلا.
[aphorism]
قال أبقراط (191): المشايخ أحمل الناس للصوم،ومن بعدهم الكهول، والفتيان أقل احتمالا له. وأقل الناس احتمالا للصوم الصبيان، ومن كان من الصبيان أقوى شهوة فهو أقل احتمالا له.
[commentary]
Unknown page