في الصلة وهو أن هذا يتضمن أيضا ذكر علامة من العلامات الرديئة في الحميات. فإن التفزع المراد به انتهاض المريض من نومه لا لمنبه خارجي. وذلك لمواد حادة تلذع الدماغ (650) وتنكيه وتؤذيه. والتشنج لميل المواد إلى جهة الأعضاء المذكورة وهي المحركة. وكل ذلك رديء PageVW5P067A .
البحث الثاني
قال جالينوس إن أبقراط ذكر فيما تقدم إن النوم الذي يضر المريض من علامات الموت والنوم الذي لا يضره ليس هو من علامات الموت. وأتى على ذلك بمثال أي بدليل وهو أنه قال (651) متى سكن النوم اختلاط الذهن فتلك علامة صالحة. ثم ذكر في هذا الفصل مثالين آخرين يدلان على الضرر وهما حصول التفزع والتشنج في النوم. فإن ذلك يدل على حصول ضرر الخلط المؤذي إلى الدماغ غير أنه إن كان مائلا إلى السوداء حصل منه التفزع وإن كان من نوع آخر حصل منه الوجع. ولا شك أن هذا أردأ (652) فإنه لن (653) يحصل إلا لقوة السبب بحيث أنه قهر الطبيعة المدبرة للبدن العامة والخاصة بالدماغ الذي هو عضو رئيس.
البحث الثالث
الواجب أن لا يفهم منه (654) التشنج المشهور فإن المشهور لا يثور في حال النوم ويسكن في حال اليقظة وأيضا فإن التشنج المشهور أردأ بل مراده بالتشنج صرير الإنسان التي جرت العادة بحدوثه في حال النوم. وسببه تصاعد أبخرة رديئة إما من دود أو من خلط رديء فاسد حاصل في المعدة (655) إلى جهة عضل الفكين فيؤديها وينكيها. وحينئذ تتحرك لدفعها فتحصل الحركة المذكورة. فإن في مثل هذا يحصل في حال النوم ويبطل في حال اليقظة ولا يدل على الهلاك بل على الرداءة لدلالته على رداءة المادة وشدة عفونتها (656).
البحث الرابع:
قال جالينوس وجدنا مكان التفزع في بعض النسخ التوجع. أقول وهذا أيضا موافق وذلك لأن ضعف القوة وعجزها عن تدبير البدن وجلب PageVW5P067B منافعه ودفع مضاره في حال النوم الذي القوة فيه متوفرة دليل رديء. واعلم أن العليل قد يشكو عياء (657) وتوجعا في أواخر مرضه. ومثل هذا لا يدل على مكروه لأن أكثر وقوع هذا عند الإحساس بالضعف وذلك عند فراغ الطبيعة من المقاومة ولأجل هذا أكثر ما يحس بالضعف في أواخر الأمراض وذلك لذهاب الشاغل من الشعور (658).
67
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الهواء يتعثر في مجاريه من البدن، فذلك رديء PageVW1P116A لأنه يدل على تشنج.
Unknown page