Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.
البحث الأول
في * صلة هذا الفصل بما قبله (145) وهو أنه لما تقدم الكلام منه في استعمال القيء، ذكر في هذا الفصل الدواء المقيئ وتهيئته البدن لعمله لأنه قد عرف أن القيء تارة يستعمل بغير دواء مقيئ وذلك إما بماء حار وإما بالامتلاء من الطعام، وتارة يكون بدواء مقيئ. وذكر الخربق من الأدوية المقيئة * لأنه (146) كان كثير الاستعمال في زمانه * وقد قدم (147) الكلام في القيء بغير مقيئ على القيء بالدواء ليكون الكلام PageVW5P014B فيه * مندرجا (148) .
البحث الثاني:
القيء إذا حصل مانع يمنع من استعماله وهو المعنى بقوله «لا يؤاتيه بسهولة» ثم لم يكن هذا المانع لأمر بدني فسببه أحد أمرين إما لأن العادة ليس جارية باستعماله وإما لأن مواده التي في البدن غليظة غير مؤاتية للخروج. فإن كان الأول فالحيلة في ذلك تدرج صاحبه فيه باستعمال القيء اللطيف بالأشياء الخفيفة ثم بالأغذية. والواجب أن تكون الأغذية المستعملة في هذه الصورة أغذية صالحة. فإنه ربما بخلت المعدة بقذفه لأنه ليس هناك عادة ولأن تبخل المعدة بالجيد خير من أن تبخل بالرديء. ومع ذلك يجب أن لا تجيد مضغة ليكون خشنا فيجرد ما يتصل بخمل المعدة وأن لا يترك ساعات في المعدة لئلا تسحقه وتنعمه فلا يفعل شيئا من ذلك. وإن كان الثاني فالحيلة فيه أن يرطب بدن مستعمله ليتهيأ مواده للخروج بذلك. وهذا تارة يكون باستعمال الغذاء المرطب، وتارة يكون باستعمال الدعة والراحة. وترطيب هذا بطريق العرض بواسطة قلة التحلل، وترطيب الأول بالذات غير أنه يجب أن يكون هذا الغذاء محض التغذية ليكون خاليا من القوة الدوائية فيكون أبلغ في الترطيب. فإذا استعملنا أحد هذين الأمرين كثر مقدار المادة الخارجة بالقيء وهيأها للخروج. أما الأول فتخرج المواد التي لم يقدر المقيئ الضعيف على إخراجها. وأما الثاني فبرقة المادة فإنها عند ذلك يكبر حجمها ويكثر مقدارها. وعند ذلك يحصل أمران أحدهما تهيئتها للخروج بسبب كثرة مقدارها وثانيهما نفور الطبيعة منها لكثرة مقدارها وطلب الطبيعة لقذفها. فإن PageVW5P015A قيل: فعلى ما ذكرتم قذفها يحتمل أن يكون بالقيء ويحتمل أن يكون بالإسهال فلم صار دفعها في هذه الصورة بالقيء دون الإسهال؟ فنقول: لأن المادة عند ما يستعمل فيها ذلك يكون تهيئتها للخروج بالقيء أولى من تهيئتها للخروج بالإسهال. أما الأول * فظاهر (149) لأنها بالقيء الضعيف تتهيأ لذلك. وأما الثاني فإنه متى استعمل ما ذكرنا ورق قوام المادة مالت إلى الأعالي وخرجت بالقيء لا بالإسهال. وقد بقي في القيء كلام آخر قد ذكرناه فيما تقدم حيث ذكرنا شرح قوله من كان بدنه صحيحا فأسهل أو قيئ بدواء أسرع إليه الغشي، وكذلك من كان يغتذي بغذاء * رديء (150) .
البحث الثالث
في ماهية الخربق. الخربق نبات وهو على نوعين، أبيض وأسود. قال جالينوس: من عادة اليونان إذا قالوا خربق من غير تعيين لونه يريدون به الأبيض. والأبيض له ورق كورق لسان الحمل البري أو كورق السلق إلا أنه أقصر منه ولونه مائل إلى السوداء وزهره أحمر وساقه طول أربع أصابع مضمومة بعضها إلى بعض وله عروق كثيرة دقاق مخرجها من أصل واحد صغير مستطيل شبيه بالبصلة وأكثر نباته في الموضع الجبلية وهو حار يابس في الثانية يسهل البلغم إسهالا قويا * وتقيئة (151) وتقيئته أبلغ من إسهاله وينفع من الفالج والاسترخاء والصرع وأوجاع المفاصل. وإذا دق وطلى به الجرب والقوابي نفع منها. وإذا سحق وخلط بخل خمر وطلى به البرص والبهق صبغ لونهما. وأما الأسود فله ورق أخضر يشبه ورق الدلب إلا أنه أصغر منه وأكثر تشرفا منه وسوادا وله خشونة وساقه PageVW5P015B قصير وله زهر أبيض فيه شيء يشيه حب القرطم وله عروق دقاق سود مخرجها من أصل واحد كأنه رأس البصلة والمستعمل من الخربق * هذا (152) العروق. وينبغي أن يحذر من استعمال كلي نوعين من داخل البدن فإنه يجلب الخناق والغشي والتشنج ويصلحه المصطكي وينبت في المواضع الجبلية وفي التلال وهو حار يابس في الثالثة. يسهل السوداء إسهالا قويا، ولذلك صار ينفع من جميع الأمراض السوداوية.
14
[aphorism]
Unknown page