77

Sharh Durrat Ghawwas

شرح درة الغواص في أوهام الخواص (مطبوع ضمن «درة الغواص وشرحها وحواشيها وتكملتها»)

Investigator

عبد الحفيظ فرغلي علي قرني

Publisher

دار الجيل

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

كقولك: خرج وخرجت به، فأما الجمع بينهما فممتنع في الكلام كما لا يجمع بين حرفي استفهام، وقد اختلف النحويون: هل بين حرفي التعدية فرق أم لا؟ فقال الأكثرون: هما بمعنى واحد، وقال "أبو العباس المبرد": بل بينهما فرق، وهو أنك
ــ
أقمت بزيد ولو أفادت الباء ما تفيده الهمزة مع زيادة جاز الجمع بينهما؛ لأن اجتماع حرفين في أحدهما زيادة غير مستنكر نحو لقد، وهذا غير جائز، وقيل: إن الحق الفرق بينهما لولود الباء في مواطن الأخذ والاستصحاب، وقد استعمل كل منهما في مقام الآخر فإذا تعذر المعنى الحقيقي كما في قوله تعالى: ﴿ذهب الله بنورهم﴾ الآية، وجب المصير إلى التجويز، ولهذا قال نجم الأئمة "الرضي": الباء في هذه الآية للتوكيد كأنه لما أذهبه ذهابًا لا يرد كان كمن استصحبه [فإن من استصحب] شيئًا لا يفارقه فأتى بالياء إشارةً إلى عدم الرد، فهو كما قيل: مجازٌ متفرع على الكناية. وإنما لم يجز جمع التعديتين لأن استعمال كل منهما في مقام غير مقام الآخر صيرهما كالمتنافيتين، وفي "الجني الداني": وأجيب عن الرد بالآية بأنه تعالى وصف نفسه بالذهاب على معنى يليق به كما وصف نفسه بالمجيء في قوله تعالى: ﴿وجاء ربك والملك﴾ وهو ظاهر البعد اهـ. وفي الكشاف: الفرق بين أذهب تعالى: ﴿وجاء ربك والملك﴾ وهو ظاهر البعد اهـ. وفي الكشاف: الفرق بين أذهب وذهب به أن معنى أذهبه أزاله وجعله ذاهبًا، ويقال: ذهب به إذا استصحبه ومضى معه، وذهب السلطان بماله: أخذه ﴿إذًا لذهب كل إله بما خلق﴾. ومنه ذهبت به الخيلاء، والمعنى: أخذ الله نورهم وأمسكه ﴿وما يمسك فلا مرسل له من بعده﴾، وفيه إشارة إلى الجواب عن الآية، وأنه معنى آخر لذهب مع الباء لا محذور في نسبته إليه تعالى.

1 / 114