150

Sharḥ Durrat al-Ghawwāṣ fī awhām al-khawāṣṣ (maṭbūʿ ḍimna “Durrat al-Ghawwāṣ wa-sharḥihā wa-ḥawāshīhā wa-takmilatihā”)

شرح درة الغواص في أوهام الخواص (مطبوع ضمن «درة الغواص وشرحها وحواشيها وتكملتها»)

Investigator

عبد الحفيظ فرغلي علي قرني

Publisher

دار الجيل

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

[٣٣] يقال، شر ولا يقال: أشر
ويقولون فلان أشر من فلان، والصواب أن يقال: [هو] شر من فلان بغير ألف كما قال تعالى: ﴿إن شر الدواب عند الله الصم البكم﴾ [الأنفال: ٢٢] وعليه قول الراجز:
(إن بني ليس فيهم بر ... وأمهم مثلهم أو شر)
(إذا رأوها نبحتني هروا)
وفي البيت الأخير شاهد على أن المسموع: نبحته الكلاب لا كما تقول العامة: نبحت عليه. وكذلك يقال: فلان خير من فلان بحذف الهمزة لأن هاتين اللفظتين كثر استعمالهما في الكلام، فحذفت همزتاهما للتخفيف، ولم يلفظوا بهما إلا في فعل التعجب خاصة، كما صححوا فيه المعتل فقالوا: ما أخير زيدا وما أشر عمرا، كما قالوا: ما أقول زيدا، وكذلك أثبتوا الهمزة في لفظ الأمر فقالوا: أخير
ــ
(ويقولون أشر من فلان والصواب أن يقال شر من فلان بغير ألف كما قال تعالى: ﴿إن شر الدواب عند الله الصم البكم﴾ هذا أيضا من الطراز الأول:
(ولكن عين السخط تبدي المساويا)
فإن ورد في الكلام الفصيح كثيرا أشر، وإن كان شر بدونها أكثر، وقد قرى قزله تعالى: ﴿سيعلمون غدا من الكذاب الأشر﴾ [القمر: ٢٦] بالأول، فقول المصنف: إنه لحن مما أخطأ فيه وكذلك ورد في خير أخير وعليه قول "رؤية":
(بلال خير الناس وابن الأخير)
وقال "الجوهري": إنها لغة قليلة وهو الحق، وقد صح وروده نثرا في أحاديث وقع بعضها في "صحيح البخاري" وقال "الكرماني": إنها تدل على أنه فصيح صحيح، خلافا لما أنكره:

1 / 187