- ١ - الْمَعْنى كل امْرِئ يعْمل بعادته وَمَا تعوده وتربى عَلَيْهِ لَا يتكلفه وَعَادَة هَذَا الممدوح أَن يَغْزُو أعداءه ويقتلهم ويطعنهم برمحه وَجعله سَيْفا وَوَصفه بالطعن فَكَأَنَّهُ جعله سَيْفا ورمحا وَهُوَ مَنْقُول من قَول حَاتِم
(وكل امرئٍ جارٍ على مَا تعوّدا)
وَقَالَ الْخَطِيئَة
(جَار على مَا عَوّدوه وَإِنَّهُم ... على عَادَة والمرء مِمَّا تعوّدا)
٢ - الْإِعْرَاب سكن الْيَاء من يمسى ضَرُورَة وَهُوَ من الضرورات المستحسنة الْمَعْنى يُرِيد أَن أعداءه يرجفون وَهُوَ يكذب إرجافهم بضد مَا يَقُولُونَ فهم يرجفون بقصوره وَهُوَ يكذبهم بوفوره ويرجفون بهزيمته وَهُوَ يكذبهم بظفره وهم ينوون معارضته فيتحرشون بِهِ فَيصير بذلك أسعد لِأَنَّهُ يظفر عَلَيْهِم فَيَأْخُذ مَا يملكُونَ وَمن روى تحوى أَرَادَ أَنه أملك لما فى أَيْديهم مِنْهُم لِأَنَّهُ مَتى أَرَادَ احتواه واستحقه
٣ - الْإِعْرَاب ضره مصدر أى مُرِيد ضره وضر نَفسه فعل مَاض وَأهْدى فعل مَاض الْمَعْنى رب قَاصد أَن يضر فَعَاد الضَّرَر عَلَيْهِ وَرب هاد أى قَائِد إِلَيْهِ الْجَيْش ليهديه الطَّرِيق فأضله بِقَصْدِهِ لَهُ فَصَارَ مهديا إِلَيْهِ من الْهَدِيَّة لِأَنَّهُ يغنم الْجَيْش فَيكون غنيمَة لَهُ فَيكون الهادى مضلا ومهديا إِلَيْهِ ليغنمه
٤ - الْمَعْنى يَقُول رب متكبر عَن الْإِيمَان بِاللَّه رَآهُ وسيفه فى كَفه فَآمن وأتى بِالشَّهَادَتَيْنِ قَالَ الواحدى آمن إِمَّا خوفًا مِنْهُ وَإِمَّا علما بِأَن دينه الْحق حِين رأى نور وَجهه وَكَمَال وَصفه