251

Sharh Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Investigator

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Publisher

دار المعرفة

Publisher Location

بيروت

- الْغَرِيب المقيل المستقر وَمِنْه
(ضَرْبٌ يُزِيلُ الهامَ عَنْ مَقِيلِهِ ...)
ومقيل الْحبّ هُوَ الْقلب وَكَذَلِكَ الغيظ والمقروح الْمَجْرُوح الْمَعْنى يُرِيد أَن قلب محبه فَرح بِهِ وقلب عدوه مقروح بِهِ
٢٦ - الْمَعْنى يُرِيد أَن عدوه يخفى عداوته لَهُ خوفًا مِنْهُ وهى لَا تخفى لِأَن نظر الْعَدو إِلَى من يعاديه يظْهر مَا فى قلبه من الْعَدَاوَة كَمَا قَالَ ابْن الرومى
(تُخَبّرُنِى العَيْنانِ مَا القَلْبُ كاتِمٌ ... وَما جَنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَر الشَّزْرِ)
وَقَالَ الآخر
(تُكاشِرُنِى كَرْها كأنَّكَ ناصِحٌ ... وعَيْنُكَ تُبْدى أَن صَدْرَكَ لى دَوِى)
وَقَالَ الآخر
(خَليلىّ للْبَغْضاءِ عَيْنٌ مُبِينَةٌ ... وللْحُبّ آيَات تُرَى وَمَعارِفُ)
٢٧ - الْإِعْرَاب شرفا نصب على الْمصدر وَقيل على التَّمْيِيز الْغَرِيب الضريح هُوَ الْقَبْر وَقيل الضريح هُوَ الشق فى وسط الْقَبْر واللحد فى جَانِبه والضريح أَيْضا الْبعيد وأضرحه عَنْك أبعده الْمَعْنى يَقُول أَنْت ابْن من لم تشْتَمل برد على أحد فى الشّرف كابنه وَهُوَ الممدوح وَلَا ضم قبر أحدا فى الشّرف كجده الْمَعْنى لَيْسَ فى الْأَحْيَاء مثلك شرفا وَلَا فى الْأَمْوَات مثل جد أَبِيك فى الشّرف
٢٨ - الْإِعْرَاب هول صفة لسيل وَقَوله اختلطا الْوَجْه أَن يَقُول اخْتَلَط لكنه جَاءَ بِهِ على اللُّغَة الْأُخْرَى كَقِرَاءَة حَمْزَة والكسائى فى قَوْله تَعَالَى ﴿إِمَّا يبلغان عنْدك الْكبر أَحدهمَا أَو كِلَاهُمَا﴾ الْغَرِيب الْمَسِيح الْعرق الذى مسح عَن الْجَسَد فَكَأَنَّهُ فعيل فى معنى مفعول قَالَ الراجز
(ناديتها وَقد بدا مَسِيِحى ... وابتّل ثوباى من النضيح)
والمسيح الْقطعَة من الْفضة وَالدِّرْهَم الأطلس مسيح والمسيح عِيسَى ﵊ والمسيح الدَّجَّال الْمَعْنى يُرِيد إِنَّك عِنْد الْعَطاء سيل وَعند الحروب هول تهول أعداءك فهم خائفون مِنْك

1 / 253