- الْغَرِيب نكبت قلبت على رَأسهَا وَكَذَا نثلت والكنانة الجعبة الَّتِى يَجْعَل فِيهَا السِّهَام وَالْجمع كنائن والندوب جمع ندب وهى آثَار الْجرْح الْإِعْرَاب الْوَجْه أَنه يُقَال بأفوقها لأنصلها ندوبا وَإِلَّا فمحال أَن يتقابل النصال وَالْبَيْت الذى بعده يبين صِحَة قَوْلنَا قَالَ ابْن دُرَيْد نكبت الشئ نكبا إِذا ألقيت مَا فِيهِ وَلَا يكون إِلَّا للشئ الْيَابِس للسَّائِل الْمَعْنى إِذا ألْقى مَا فى كِنَانَته رَأينَا لنصوله آثارا فى نصوله لِأَنَّهُ يرميها على طَريقَة وَاحِدَة فتصيب النصول بَعْضهَا بَعْضًا قَالَ
(يُصِيب بِبَعْضِهَا أفواق ... . ... الْبَيْت ...)
٣١ - الْغَرِيب الفوق من السهْم مَوضِع الْوتر وَالْجمع أفواق وَفَوق تَقول فقت السهْم فانفاق أى كسرت فَوْقه فانكسر وفوقته جعلت لَهُ فوقا والأفواق السهْم المكسور الفوق وَرجع فلَان بأفوق ناصل أى بِسَهْم منكسر لَا نصل فِيهِ وأفقت السهْم جعلت فَوْقه فى الْوتر وأوفقته أَيْضا وَلَا يُقَال أفوقت وَهُوَ من النَّوَادِر الْمَعْنى يُرِيد أَنه حسن الرمى وَأَنه يُصِيب بِبَعْض نصوله أفواق السِّهَام الَّتِى رَمَاهَا وَأَنه لَوْلَا كسر السِّهَام لَا تصلت حَتَّى تصير قَضِيبًا مستويا أى غصنا
٣٢ - الْإِعْرَاب بِكُل مقوم هُوَ بدل من قَوْله بِبَعْضِهَا وَالْبَاء مُتَعَلقَة بيصيب الْفِعْل الذى فِيمَا قبله الْمَعْنى أَنه عَنى بالمقوم سَهْما مستويا لَا يعصيه فِيمَا يَأْمُرهُ من الْإِصَابَة حَتَّى ظنناه لبيبا عَاقِلا
٣٢ - الْغَرِيب النزع جذب الْوتر للرمى وَمِنْه الضَّمِير للمقوم الْمَعْنى يُرِيد أَنه إِذا جذب الْوتر للرمى يُرِيك حفيف السهْم إِذا خرج من الْقوس اللهيب من سرعته وَالْعرب إِذا وصفت شَيْئا بالسرعة شبهته بالنَّار وَمِنْه قَول العجاج يصف سرعَة مَشى الْحمار والأتان
(كَأَنَّمَا يَسْتَضرِمان العَرْفجا ...)
وَقَالَ الواحدى حفيف السهْم فى سرعته يشبه حفيف النَّار