- الْمَعْنى يُرِيد أَنه إِذا ظهر للنَّاس حجت هيبته عيونهم عَن النّظر إِلَيْهِ لشدَّة هيبته كَمَا قَالَ الفرزدق فى على بن الْحُسَيْن بن زين العابدين
(يُغْضِى حَياءً ويُغْضَى مِنْ مَهابَتهِ ... فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ)
وَقَالَ أَيْضا
(وَإذَا الرّجالُ رَأوْا يَزِيدَ رأيْتَهُم ... خُضُعَ الرّقابِ نَوَاكِسَ الأبْصاَرِ)
وَقَالَ بعض الْعَرَب
(تُغْضِىِ العُيُونُ إذَا تَبَدّى هَيْبَةً ... ويُنَكِّسُ النُّظُّارُ لَحْظَ النَّاظِر)
وَقَالَ أَبُو نواس
(إنَّ العُيُونَ حُجِبْنَ عَنْكِ لِهَيْبَةٍ ... فإذَا بَدَوْتَ لَهُنَّ نُكِّسَ ناظِرُ)
وَقَوله لَيْسَ يَحْجُبهُ ستر يُرِيد أَن نور وَجهه يغلب الستور فيلوح من وَرَائِهَا كَمَا قَالَ
(أصبحتَ تَأمُر بِالحجاب لِخَلوَةٍ ...)
وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يحْتَمل تأويلين أَحدهمَا أَن حجابه قريب لما فِيهِ من التَّوَاضُع فَلَيْسَ يقصر أحد أَرَادَهُ دونه وَإِن كَانَ محتجبا وَالْآخر إِن احتجب فَلَيْسَ بمحتجب لشدَّة يقظته ومراعاته الْأُمُور وَقَالَ الْخَطِيب الذى أَرَادَهُ المتنبى إِن حسنه وبهاه لَا يَحْجُبهُ شئ وَالْبَيْت الذى يَلِيهِ يشْهد لَهُ
١٥ - الْغَرِيب المخشلب والمشخلب لُغَتَانِ وليستا عربيتين وَإِنَّمَا هما لُغَتَانِ للنبط وَهُوَ خرز من حِجَارَة الْبَحْر وَلَيْسَ بدر الْمَعْنى يُرِيد أَن وَجه نوره يغلب نور الشَّمْس وَلَفظه أغْلى من الدّرّ فَإِذا قَابل الشَّمْس أراكها سَوْدَاء وَإِذا نطق رَأَيْت لفظا يصير الدّرّ عِنْده حِجَارَة
١٦ - الْغَرِيب هِبته حركته واهتزازه والغرار الْحَد والتامور دم الْقلب وتامور النَّفس الْعقل قَالَ أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى عَرفته بتامورى أَبى بعقلى والتامور خيس الْأسد الْمَعْنى يَقُول إِنَّه إِذا مضى عزمه خضب السَّيْف من دم الْأَعْدَاء وروى مختضبا وَهُوَ أمدح لِأَن الْفِعْل يرجع إِلَيْهِ وَمن روى مختضبا رَجَعَ الْفِعْل للسيف