105

Sharh Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Investigator

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Publisher

دار المعرفة

Publisher Location

بيروت

- ٤٤ - الْمَعْنى قَالَ الواحدى قَالَ أَبُو الْفَتْح لَو تناهيت فى جزائك إياى على حبى إياك لَكَانَ ضَعِيفا بِالْإِضَافَة إِلَى قُوَّة حبى لَك قَالَ أَبُو الْفضل العروضى وَهَذَا لَا يَقُوله مَجْنُون لبَعض نظرائه وَلمن هُوَ دونه فَكيف ينْسب المتنبى سيف الدولة إِلَى أَنه لَو احتشد وتكلف فى جَزَائِهِ لم يبلغ كنهه وَهَذَا عتاب يَقُول لَو جزيتنى بحبى لَك وَهُوَ أقوى سَبَب لِأَن حبى لَك أَكثر من حب غيرى لَنِلْت مِنْك الْقَلِيل يشكو إعراضه عَنهُ وَأَنه لَا يُصِيب مِنْهُ حظا مَعَ قُوَّة سَببه ٢٠ - ١ - الْإِعْرَاب يرْوى رائى خطأ مُضَافا وَرَاء خطأ بِالنّصب كَمَا تَقول ضَارب عَمْرو وضارب عمرا إِذا كَانَ فى الْمُسْتَقْبل وَقيل لبَعض النُّحَاة مَا تَقول فى رجل قَالَ زيد قَاتل بكر وَقَالَ آخر عَمْرو قَاتل بكرا أى التَّنْوِين فَقَالَ زيد قتل وَعَمْرو لم يقتل وَقد جَاءَ الْقُرْآن بِخِلَاف هَذَا إِلَّا أَن يتَأَوَّل قَالَ الله تَعَالَى فى الْمُسْتَقْبل ﴿إِن كل من فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض إِلَّا آتِي الرَّحْمَن عبدا﴾ وَقَالَ فى الماضى ﴿وكلبهم باسط ذِرَاعَيْهِ بالوصيد﴾ وَقد قَرَأَ ابْن السميفع وَغَيره آتٍ بِالتَّنْوِينِ الرَّحْمَن بِالْفَتْح وَنصب صَوَابا بِفعل مُضْمر وَمن روى رَاء خطأ بِالتَّنْوِينِ وَنصب مَا بعده جعل صَوَابا الْمَفْعُول الثَّانِي لِأَنَّهُ من الظَّن أَو الْعلم الْمَعْنى يُرِيد يَا أَبَا سعيد وَهُوَ أَبُو سعيد المنبجى من بنى المخيمر قَبيلَة بمنبج من طَيء بعد عَنى عتابك وَلَا تعاتبنى لِأَنَّك ترى الْخَطَأ فى زِيَارَة الْمُلُوك صَوَابا وَهَذَا من الرجز مستفعلن مَحْذُوف مخبون ٢ - الْمَعْنى يُرِيد أَن الْمُلُوك قد أَكْثرُوا من حجابهم يحجبوا عَنْهُم النَّاس وَأَقَامُوا البواب على أَبْوَابهم ليردوا النَّاس عَن الدُّخُول إِلَيْهِم ٣ - الْغَرِيب القرضاب السَّيْف الْقَاطِع يقطع الْعِظَام والقرضاب والقرضوب اللص وَالْجمع القراضبة وَرُبمَا سمى الْفَقِير قرضوبا والذابلات الرماح اللنة والعراب الْخَيل الْعَرَبيَّة الْمَعْنى يُرِيد أَن هَذِه ترفع الْحجاب فِيمَا بَيْننَا وَذَلِكَ أَنه يخرج على الْمُلُوك ويتوصل إِلَى قِتَالهمْ بِمَا ذكر وَهَذَا من بعض حمقه فى صباه

1 / 105