============================================================
وقيل: الايمان هو المعرفة، فقوم: بالله، وقوم: بما جاء به الرسل اجمالا: وقالت الكرامية: هو كلمتا الشهادة.
وقال طائفة: هو التصديق مع الكلمتين ويروى هذا عن أبي حنيفة تقالله وقال قوم: إنه أعمال الجوارح فذهب الخوارج والعلاف وعبد الجبار إلى أنه الطاعات فرضا ونفلا. وذهب الجبائي وابنه وأكثر المعتزلة البصرية إلى أنه الطاعات المفترضة من الأفعال والتروك دون النوافل.
وقال السل والمحدثون والشافعي طين: إنه مجموع هذه الثلاثة، فهو تصديق بالجنان، وإقرار باللسان وعمل بالأركان: والفرق بين هذا وبين مذهب الخوارج والمعتزلة أنهم يخرجون العاصي من الإيمان، والسلف والشافعي والمحدثون لا يخرجونه، فعلم أن هذا تعريف للإيمان الكامل، لا لأصل الإيمان، وكذا حيث وقع تفسير الإيمان بأركان الاسلام كاقام الصلاة وغيره في عبارة الشارع وغيره، وكذلك حيث نفي الايمان عن العاصي، فالمراد به الإيمان الكامل: والتحقيق أن هنا احتمالات أربع: أحدها: أن تجعل الأعمال من مسمى الايمان داخلة في مفهومه دخول الأجزاء المقومة حتى يلزم من عدمها عدمه، وهذا مذهب المعتزلة ولم يقل به السل: الثاني: أن تجعل أجزاء داخلة في مفهومه، لكن لا يلزم من عدمها عدمه، فإن الأجزاء على قسمين: منها ما لا يلزم من عدمها عدم الذات، كالشعر واليد والرجل للإنسان وكالأ غصان للشجرة، فاسم الشجرة صادق على الأصل وحده وعليه مع الأغصان ولا يزول بزوال الأغصان، وهذا مذهب السلف، ومن هنا قيل: شعب الإيمان، جعلت الأعمال للإيمان كالشعب للشجرة، وقد مثل الله الكلمة الطيبة - أعني لا إله إلا الله محمد رسول الله بالشجرة الطيبة، وقال - عليه الصلاة والسلام -: "الايمان بضع وسبعون شعبة ثاي افرخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
Page 110