127

Sharh Bulugh al-Maram - Abdul Karim al-Khudair

شرح بلوغ المرام - عبد الكريم الخضير

Genres

«وبالغ في الاستنشاق» وهذا من أدلة وجوب الاستنشاق «إلا أن تكون صائمًا» «إلا أن تكون صائمًا» لأن الأنف منفذ إلى الجوف، فإذا بالغ الصائم في الاستنشاق لا يأمن أن يصل إلى جوفه شيء من الماء، والذين يقولون بعدم وجوب الاستنشاق يقولون: لو كان واجبًا ما استثني الصائم، ما يترك شيء واجب وهو الاستنشاق لاحتمال أن يصل إلى جوفه شيء؟ لكن المقصود المبالغة لا أصل الاستنشاق، أصل الاستنشاق لا إشكال في وجوبه، المبالغة أيضًا مطلوبة من غير الصائم، أما الاستنشاق فهو مطلوب واجب على الصائم وغيره، والمبالغة فيه والقدر الزائد على ما يحصل به الواجب مطلوب من غير الصائم ودون الصائم "ولأبي داود في رواية: «إذا توضأت فمضمض» " وهذا أيضًا من أدلة من يقول بوجوب المضمضة، والأدلة على وجوب المضمضة والاستنشاق كثيرة، وإن كان في بعضها مقال إلا أنها بمجموعها تدل على وجوب المضمضة والاستنشاق، وعرفنا أدلة من يقول بالعدم، وكيف نجيب عنها فيما مضى؟ نعم. "وعن عثمان -رضي الله تعالى عنه- أن النبي ﷺ كان يخلل لحيته في الوضوء. أخرجه الترمذي، وصححه ابن خزيمة". نعم. "عن عثمان ﵁" وهو يصف وضوء النبي ﵊ بقوله أحيانًا، وبفعله أحيانًا، يذكر أن النبي ﵊ "كان يخلل لحيته في الوضوء" والحديث سنده لا بأس به عند الترمذي وابن خزيمة، وله طرق، له طرق تدل على أن له أصلًا، والنبي ﵊ كان كث اللحية، فمن كان في صفته ﵊ يخلل اللحية، ومن كانت لحيته ليست بكثة، بمعنى أنها خفيفة، يكفي تخليلها أو لا بد من إيصال الماء إلى البشرة؟ طالب:. . . . . . . . . نعم؛ لأن ما ظهر مما يجب غسله فرضه الغسل، فرضه الغسل، أما من كانت لحيته كثيفة فيكتفي بالتخليل، وعثمان -رضي الله تعالى عنه- أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين أحد العشرة المبشرين بالجنة، مناقبه وفضائله أكثر وأشهر من أن تذكر.

5 / 24