127

Sharḥ bāb tawḥīd al-ulūhiyya min fatāwā Ibn Taymiyya

شرح باب توحيد الألوهية من فتاوى ابن تيمية

Genres

غير المشروع في باب الطاعة والتصديق
قال رحمه الله تعالى: [وأما العبادة والاستعانة والتأله فلا حق فيها للبشر بحال، فإنه كما قال القائل: ما وضعت يدي في قصعة أحد إلا ذللت له.
ولا ريب أن من نصرك ورزقك كان له سلطان عليك].
هذه معان دقيقة أرجو تأملها؛ لأن كثيرًا من الناس يغفل عنها في مسألة الاستعانة بالخلق، وفي مسألة مد اليد إليهم والطمع بما عندهم، إذ إنها من أعظم أسباب ضعف الورع في النفس، ومن أعظم أسباب قسوة القلوب، ومن أعظم أسباب عدم الانصياع لأوامر الله ﷿، وربما يكون هذا أيضًا من الأمور التي جرت إلى أشياء كثيرة في عبادات الناس وأعمالهم وتعاملهم مع بعضهم، لذا فأرجو تأملها جيدًا؛ لأنها غالبة في أحوال الناس اليوم وخاصة فيما يتعلق بالمصالح والمنافع، وعلاقات الناس التي تبنى على ذلك.
إذًا: ففيها معان دقيقة ذكرها الشيخ من فقهه في هذه العقيدة، فأرجو تأملها وتطبيقها على أحوال الناس؛ لعلنا نستفيد منها.
قال رحمه الله تعالى: [فالمؤمن يريد ألا يكون عليه سلطان إلا لله ولرسوله، ولمن أطاع الله ورسوله، وقبول مال الناس فيه سلطان لهم عليه، فإذا قصد دفع هذا السلطان].
أي: إذا قصد بالاستغناء عن مالهم دفع هذا السلطان كان حسنًا، والعبارة تحتاج إلى تفصيل، وكأن هذا استثناء منه.

10 / 7