152

Sharḥ bāb tawḥīd al-rubūbiyya min fatāwā Ibn Taymiyya

شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية

Genres

الفرق بين الحلول والاتحاد ووحدة الوجود من حيث المآل
السؤال
هل هناك فرق واضح بين الحلول والاتحاد ووحدة الوجود؟
الجواب
في الحقيقة المآل واحد، الحلول ينتهي إلى الاتحاد، ثم الاتحاد ينتهي إلى وحدة الوجود، أو يقال: الاتحاد ينتهي إلى الحلول، والحلول ينتهي إلى وحدة الوجود، لكن قد يتبين الفرق بالمثال: الحلول: هو أن الله ﷿ يحل في خلقه أو في بعض خلقه كحلول الروح في الجسد، كما يزعمون، تعالى الله عما يقولون، وهذا المذهب أصحابه على طرائق ومذاهب شتى.
والاتحاد: هو أن الخالق متحد بالخلق، مع وجود شيء من التميز العقلي فقط، ليس تميزًا حقيقيًا، كاتحاد الماء في الطين أو في العجين، الماء كان ماء والطين كان ترابًا، وكان العجين دقيقًا، فلما خلط الماء مع الدقيق صار عجينًا؛ فهذا يمثل عندهم الاتحاد.
وأحيانًا يمثلون الحلول بالنور في الزجاجة البيضاء إذا صدع فيها النور، فيقولون: النور يدخل ويحل فيها.
أما وحدة الوجود فتلغي كل هذه الاعتبارات، فلا حلول ولا اتحاد، فهم يعتبرون الوجود واحدًا، إنما الاختلاف في التعبير عن الله ﷿ والتعبير عن المخلوقات اختلافًا لفظيًا عبَّر به المحجوبون عن الحقيقة وهم الأنبياء والمؤمنون.

16 / 8