============================================================
شرح الأنفاس الروحاتية باب صقة الححية فصل تفسير المحية،، والورادة وأتواعها (1) فائدة نورانية: اعلم أيها المحب آن الحرف الأول من المحبة حرف (الميم) الذي هو دائرة الوجود؛ لأن أولها متعطف على آخرها مثل الواو والتون، وقد مر في صدر الكتاب بيان هذا، وعدده أريعين وهو عين الكمال الاعتدالي في كل شيء، وموافق لمراتب الوجود الحقية والخلقية، فإنها وإن كانت كثيرة لا تحصى لكن جميعها محصورة في الأربعين وما سواها داخل تحتها لاشتمالها الجميع، وإحاطتها بالكل، وهذا صار مفتاخا للملك والملوك، والمريد والمراد، والمجب و المحب، والمبدئ والمعيد، وغير ذلك كما ذكرنا في أول الكتاب، وأيضا صار مفتاخا للاسم محمد هو نبينا، فهذا العدد وهو مدلول الميم أصل الأشياء وبه تمت تخمير أبينا آدام الل، وهو أيضا ظهر في الرتبة الرابعة من العشرات؛ لأن أربعين أربع عشرات والعالم أربعة أنواع قديم وحديث وكثيف ولطيف، والطبائع أربع، والعناصر أربعة، والفصول أربعة وكذا حملة العرش، والملائكة المقربون، وجهات العالم، والروائح، والأوتاد، وأطوار العمر وغير ذلك أربع، والأربعة أصل في البسائط العددية، وهي أصل في تركيب الأعداد إلى غير النهاية؛ لأن بسائط العدد من الواحد إلى العشرة، ثم يشرع في التكرار، وليس مما فوق العشرة عدد من اليسائط المتضمن للعشرة هو الأربعة فإنها فيها ثلاثة، والثلاثة والأربعة سبعة، وفيها أيضا اثنان فكاتت تسعة، ونيها واحد فصارت عشرة، وهي كاملة، وفي الميم اتصال قبلي وبعدي، واتصلت بها الشقتان بعد الافتراق، كما هو شأن المحبين إذا اجتمعا، ولها وصلة بالنون إذا تعانقتا، وامتزجتا كما هو شأن الواصلين: والحرف الثاني (الحاء)، وهي حرف ثعرف بنفسه غير محتاج إلى التعريف لكونها مهملة، وأيضا علوية مجردة روحانية لها مثال في السفل تتعلق به ويتعلق هو بها كالخاء المنقوطة، ولها من العدد ثمانية وأبواب الجنة ثمانية، وحملة العرش يوم القيامة ثمانية، والصفات الكمالية للحق تعالى على ما قال بعض : وهو الأصح ثمانية ووقعت هنا في المرتبة الثانية. كما في الرحمن والرحيم، وفي محمد وأحمد ومحمود وغير ذلك.
(والباء) قد ذكرناها في أول الكتاب، وهي بمنزلة النفس؛ لأنها حرف ظلماني فهي حاجبة بين العبد والسرب، وقالوا: أول الحجاب ظلمة الوجون وليس في لفظ المحبة حرف ظلماني إلا الياء، وهي هذا (بجد وزفشت ضظغ) والباقي من الحروف النورانية، وهي هذه (امحطي كلمن سعصقر)، ومن هنا صارت النقطة تحته؛ لأن الباء فوق النقطة كالثوب فوق اللايس وبه حجب نور النقطة، وظهور النقطية وراء الباء والحقيقة وراء ما ظهر من المحسوسان، ويرزت الباء في الاثنين لا بها بعدت بعدين؛ لأن النقطة لا
Page 242