219

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية الاتكار جميعا فيقول كل ذلك حجاب لابد من الوصول إلى المقصود ويمضيي على ذلك مدة ويرتقى زماتا في تلوينات، فإذا أطال ولم يصل بلغ إلى العاشر وهى العاشر في المقامات، فيجحد الانكار التاسع ويقول ذلك لم يكن في موضعه ولا وصول إلا بالعلم والمعرفة فيبقى في تلك الدرجة إلى أن يتفق له النفي والفناء فيدخل من عالم التلوينات إلى عالم الفناء، وعن بعض المشايخ في هذا المعنى: أول مقام الوصل العلم، ثم التحير، ثم الدهشة، ثم الفتاء.

واعلم أن شرحنا معنى الفتاء من قبل وهذا عالم عين الجمع وفيه التوحيد عندهم، ثم يترتب عليه الفرق وأنه مقام في عالم النفي أعلى من الفناء السابق لأنه غرق في الفناء ثم اهلاك مقام أبلغ من الفرق هذا كمن شرع البحر وهو على الساحل بعد وقدمه يصل إلى ما يقله من الأرض ثم لما توسط البحر غرق ثم لو بقى ودام على هذا هلك ومات.

قوله: "وإذا وقعت النظر بكل ذي حجاب" يعتي هذه الأحوال المتقدمة والتلوينات السابقة كملها حجاب الدار والباب عند الوصول، وإن كان قبل الوصول وسائل تؤدي إليه، واعلم أن هذا من حال الجنيد = رحمة الله عليه- أنه أخبر بذلك عن أحوال نفسه أنهم متفاوتون في التلوينات، فمنهم من لا يخرج عن التلوين قط، ومنهم من لا يرى التلوين قط من كان أقل تلوينا من ذلك و منهم من كان أكثر فافهم إن شاء الله وحده.

قال الجنيد رحمة الله عليه: "الاثيات مكر، والعلم بالاثبات مكر، والحركات غدر، والعلم بالحركات غدر والموجود من داخل غدر و مكر" قوله: "الاثيات مكر" ظاهرة وهو ما ذكرنا في كلام الشبلى حيث قال: والإشارة مكر، وقال: الإشارة تحير، فيعني بالإثبات هنا ما عنى بالإشارة ثمة، وهو أن يبلغ المريد

Page 219