201

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية يرونه تعالى فصح تخصيص آبى يزيد لبعض العباد إن آراد التخصص.

وقال الجنيد حرحمة الله عليه: لامن أبعد فرؤيته غذا رؤية الوجه؛ لأنه لا حجاب بين العبد وبين السيد، واليوم رؤية الستر لأن الحجب قائمة، ورأى محمد بفؤاده لأن الحجاب كان هناك حجابين" يعني: من أبعد رؤية الله تعالى فإني لا أيعده وأقول رؤية الله تعالى في دار الآخرة على مراتب ودرجات أخفاها رؤية الوجه، ثم علل ذلك وقال: "لأنه لا حجاب بين العباد وبين السيده وهذا القول منه صحيح بليغ، وأما نحن هكذا نقول إن أدنى الرؤية رؤية الوجه وأن من العباد من يرى الله تعالى بكل جزء من أجزائه وأبعاضه إذ هو أقرب إليه من حبل الوريد ولا حجاب يومنذ لمن لا حجاب له.

قوله: "اليوم رؤية السر لأن الحجب قائمة ورأى محمد بفؤاده" يعني: سائر الأولياء لرؤيته تعالى بالسر وهو النور الذي في القلب، والنبي رآه بفؤاده وقلبه، ورؤية الفؤاد قريث من رؤية الوجه، فلا يكون إلا للأقوياء بخلاف رؤية السر، فإن السر ألطف وأنور من القلب.

قوله "لأن الحجب كان هناك حجابين" يعني حجاب العظمة، وحجاب الكبرياء، وفيه يكون الحجب اكثر من ذلك، وهذا لا يرونه بالفؤاد كما يروته برؤية السر فافهم وقال ذو النون رحمة الله عليه: لاواي الحق حيث فتح بصر السر إلى الله تعالى، إنما رآه من يراه حيث فتح الله تعالى بصر سره سجل وعلا-".

وقال أيضا : "ان الله عز وجل ليس لمحجوب عن الخلق، ولكن رأى من نظر" وفي نسخة "اليس لمحجوب عن القلب" يعني رأى من نظر من أهل الرؤية بعين القلب في الدنيا وهم الأتبياء، والأولياء وبعينى الوجه والقلب والسر أهل الجنة.

Page 201