189

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

18 شرح الأنفاس الروحانية قال ابن عطاء: "إن العبد قائم بين صفة الرب وبين الرب فإذا نظر إلى الصفات ظهر العبودية وقوى بتفسه فبان للعبد القدرة، والقدرة من العبد هلاك العبد، وإذا نظر إلى الله ظهرت الربوبية، وغلبت فصارت العبودية مقهورة تحت الربوبية، والعبد عند الرب، فإذا نظر العبد فلا يرى الله إلأ تعالى من قبل، ومن بعده ومن فوق، ومن تحت فهذه تسمى المشاهدة، فإذا نظر إلى الربوبية فلا تكون المشاهدة فكيف العبودية" يعني أن العبد إذا صفا وانسلخ عن الدنيا للآخرة وما منها من العوائق، والآفات، ثم عمل المراقية حتى علا إلى عليين من عالم يقول الجنيد: حقيقة المشاهدة وجود الحق مع فقدانك.

في قوله تعالى: وشاهدو ومشهوو} [البروج:3] قال الجنيد: الشاهد الحق، والمشهود الكون.

في قوله تعالى: ( لنبلوهة أهم أخسن عملا) [الكهف: 7] قال الجنيد قدس الله سره: خسن العمل اتخاذ ذلك وعدم الاشتغال به.

قال الجنيد: إن إبليس لم يثل مشاهدته في طاعته، وآدم لم يققد مشاهدته في معصيته.

قيل لأبي القاسم الجنيد قدس الله روحه: إن أبا يزيد يسرف في الكلام. قال: وما بلغكم عن إسراقه في كلامه؟ قيل يقول: ل"اسبحاني سبحاني ما أعظم شاني". فقال الجنيد: إن الرجل مستهلك في شهود الاجلال، فنطق بما استهلكه؛ لذهول في الحق عن رؤيته إتاه فلم يشهد إلا الحق تعالى، فتعته، فنطق به، ولم يكن من علم ما سواه ولا من التعبير عنه ضنا من الحق به ألم تسمعوا مجنون بني عامر لما سثل عن اسم نفسه؟ فقال: ليلى، فنطق بنفسه، ولم يكن من شهوده إياه فيه، وقيل له: من أنت؟ قال: أنا من ليلى ومن ليلى أناا قيل للجنيد: هل عاينت أو شاهدت؟ قال: لو عاينت تزندقت، ولو شاهدت تحئرت، ولكن حيرة في تيي وتيه في حيرة دخل ابليس على الجنيد في صورة نقيب، وقال: أريد أن أخدمك بلا أجرة. فقال له الجنيد: افعل. فأقام يخدمه عشر سنين، فلم يجد قلبه غافلا عن ربه لحظة واحدة فطلب الانصراف، وقال له: أنا إبليس؛ فقال: عرفتك من أؤل ما دخلت، وإنما استخدمتك عقوبة لك؛ فإنه لا ثواب لأعمالك في الآخرة. فقال: ما رأيت قوتك يا جنيد. فقال له: اذهب يا ملعون، أتريد أن ثدخل علي الإعجاب بنقسي؟ ثم خرج خاستا.

ومن كلام الجنيد رحمه الله: من شهد الحق تعالى لم ير الخلق.

Page 189