183

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية المحية من بحر العطف على النار والتور فيهتف منه الاشتياق، وبحرق الحجب، وتلاشى العبودية فصار المشاهدة"، اعلم آن الهيبة مع التعظيم صفتان متغايرتان ولكل واحد منهما نار، أما التعظيم قد يكون من الغيبة عن التعظيم كما يكون مع الحضور، ويكون له نار آي خوف منه كمن يخاف من سلطان مع آنه بعيد منه، و أما الهيبة لا تكون إلأمع الحضور عند التعظيم، وتكون الهيبة هنا زائدا أبلغ من نار التعظيم، وهذا النار أيضا خوفه من العظيم لكنه أبلغ من ذلك، وتسمى ذلك النار دهشة، وربما يؤدي ذلك النار إلى الصعقة، وربما يؤدي إلى الهلاك إن كان المريد ضعيفا وإنما يكون ذلك إذا مزج هاتين النارين بالسر.

قوله: لويهيج ريح المحبة" فيروح المريد ،و يقوته و ذلك الريح إنما بهيج و يفوح بغليان المحبة، و ذلك الغليان إنما يحصل لمن بر العطف" يعني من بحر رحمة الله تعالى وعطفه على المريد إذ لولا رحمة الله تعالى لما غلت المحبة ولا هاج منها الريح، والروح، وذلك الريح يهب على النارين؛ لأنه إنما جاء لتقوية المريد، وتسكين النارين ليبقى المريد حيا فيهب على النارين، وعلى النور أيضا وهو نور العطف، والرحمة لأن العطف والرحمة إذا قويت وغلبت تخمد النارين اللدين في السر مع السر، وصاحب السر جميعا، ولهذا يموت كثير من المردين فرخا، وسروزا عما يرون من آحوالهم فريح المحبة يسكن تار العظمة ونار الهيبة، ويسكن أيضا نور العطف، والرحمة حتى يبقى المريد حيا ثم لايهتف منه الاشتياق" يعني ذلك يلتهب المحية ذلك الالتهاب هو الاشتياق، ثم لهب الاشتياق "يحرق الحجب ويلاشي العبودية" وكل شيء سوى المراد "فصار المشاهدة" يعني لما ارتفعت الحجب كلها واحترقت الموانع، والمراد موجود أزلا، وأبدا كان العبد مشاهذا ضروري، فافهم فإن كنت لا تفهم من عبارة ما قلنا

Page 183