149

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الانفاس الروحانية الولاة إلى منزلة المؤمنين من أبناء الدنيا، وربما يعود إلى أسفل السافلين كما عاد يلعام ين باعوراء.

قوله: "وهلاك العرفاء بخطرات السر" وإنما قال ذلك لما سبق خطرات السر اكثرها التفات إلى الآخرة وهى غير المقصود، وإنما جعل هلاك الحاصل بخطرات السر للعرفاء؛ لأن عالم المعرفة درجة أصحاب السر لكن بشرط أن يكون سرهم وهو الروح الذي نسميه رقيبا وهمة قد ارتفع إلى عالم وتجاوز إلى عالم الحقيقة، وكثر مشاهداته في عالم الحقيقة قإته عند ذلك يحصل له المعرفة بالحقيقة، وحقيقة الحقيقة، فيكون الآن عارفا ثم أنه مهما كان كذلك لا يخلو من التفات إلى الآخرة فيرى أحوالها، وذلك ربما يكون هلايا له بأن يقف عنده، ولو وقف عنده يرتد راجعا عن منزلة المعرفة إلى منزلة أبناء الآخرة من الزهاد، والعباد من المؤمنين، ومن الأولياء الذين هم أصحاب الفراسات الإلهامية، والكرامات العيانية، وذلك هلاك له.

قوله: ل"وهلاك الموحد باشارات الخفي" واعلم أن التوحيد درجة رفيعة عندهم يكون لأصحاب الخفي بشرط فناته، وفناء فنائه، وفناء خفيه، وفتاء بميع صفاته، و فناء كل شيء عنده غير الواحد، وفي هذا كلام طويل غير آنه ما آراد بالموحد هنا ذاك الموحد الذي دخل في عالم الفناء الذي يسمونه جمع الجمع، وعين الجمع لأن من عالم الفناء لا يتصور منه الإشارة، وإنما أراد به من هو في الجمعية وهو الذي لا في نظره وعلمه، وفهمه، إلأ هو مع المقصود، وهو الحقيقة اللهم الأ أن يكون هو في عالم الفناء لكن يقع إشارته لا بصنعه واختياره، فيعرج بها عن الفناء، وهو الهلاك من عالم عين الجمع، فهذا أيضا قريب، وأما إشارته أنواع ختلفة؛ لكنه أراد بالاشارة هنا ما يجرى في وهمه أن ما رأى هو المقصود فربما يقف

Page 149