119

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية وأما التنفس بالتجلي فهو أن تتجلى الذات، أو الصفات كالتجلي للجيل عند سؤال موسى الظذ الرؤية جعل الجبل دثا * وخر موسى صعقا} [الأعراف: 143] وإذا صعق الانسان مات في الحال فهذا من ذلك، وهذا مما يكثر إذ لا يطيق الرجل الضعيف المبتدى مشاهدة التجلي فيزهق ويضمحل (كأن لم تفن بالأمس (يونس: 24] والجذبات أيضا كلها من الأنفاس الرحمانية وأدنى الجذبات الجذبة إلى الجنة، ولأن غاية (2.0 الجذبة شبيهة التجلي، وقريب من واعلم أن النفس الرحماني ربما يكون بواسطة العباد، وقد يكون قولا، وفعلا، وتجليا، فأما تجلى الصفات ما روى أن موسى الظه لما نزل من طور سيناء كان كل حيوان ينظر إليه مات في الحال، فدعا الله تعالى، وقال: لايا رب لا يمكتني أداء الرسالة مع هذه الحالة" فرفع الله تعالى عنه هذه الحالة"(1).

وكان موسى الظبه إذا غضب تشتعل قلنسوته نارا، أو دخانا، وكان ذلك الحال له بتجلي صفة من صفات الله تعالى عليه.

وكان في المشايخ من له مثل هذه الحالة مثيرا كما روي أن بعض القراء كان منكرا على أبي يزيد البسطامي، فجاء يوما إليه في صحبة أبى تراب النخشبي(1) (1) انظر: الفتوحات المكية في كلامه على الحضرة الموسوية (104/5).

(2) أبو تراب النخشبي بفتح النون وسكون الخاء وقتح الشين المعجمتين تسبة إلى نخشب بلدة بما وراء النهر، عربت فقيل لها (تسف)، واسمه عسكر بن حصين، ولم يشتهر إلا بكنته حتى كاد لا يعرف إلا بها، وكان شيخ عصره بالاتفاق جامعا بين العلم والدين والزهد والتصوف بلا شقاق، متقشفا متوكلا، متخشغا متبتلا قد أضاء في سماء المعالي بدره واشتهر في الآفاق حسنه وذكره وخدمه أكابر الصوفية وتطفلوا عليه لهمته السرية، وخضع المريدون له ودانوا، وتطامتوا لرفعته واستكاتوا له الرياضيات المذكروة السياحات المشهورة، صحب حاتما الأصم والخواص والطبقة.

Page 119