114

Sharḥ al-Wiqāya

شرح الوقاية

Editor

صلاح محمد أبو الحاج

Publisher

دار الوراق

Edition Number

الأولى

Publication Year

1426 AH

Publisher Location

عمان

...................................................................................................................

وأيضًا الحديثُ المشهور، وهو حديثُ (^١) المسحِ على النَّاصية (^٢)، دلَّ على أنَّ الاستيعابَ غيرُ مراد، فانتفى قولُ مالكٍ ﵁.
وأمَّا نفيُ مذهبِ الشَّافعيِّ (^٣) ﵁ فمبنيٌّ على أنَّ الآيةَ مجملةٌ (^٤) في حقِّ المقدارِ لا مطلقةٌ (^٥) كما زعم؛ لأنَّ المسحَ في اللُّغة: إمرارُ اليدِ المبتلَّة (^٦).
ولا شكَّ أنَّ مماسّةَ الأنملةِ (^٧) شعرةً أو ثلاثًا لا تُسَمَّى مسحَ الرَّأس، وإمرارُ اليدِ يكونُ له حدّ، وهو غيرُ معلوم، فيكونُ مجملًا؛ ولأنَّهُ إذا قيل: مسحتُ بالحائط، يرادُ به البعض، وفي قولِهِ تعالى: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ﴾ (^٨) يرادُ (^٩) الكلّ، فتكونُ الآيةُ في المقدارِ مجملة، ففعلُهُ ﷺ أنَّهُ «مسحَ على ناصيتِه» (^١٠) يكون بيانًا.

(^١) وهو ما روي عن المغيرة ﵁ أن النبي ﷺ: «توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة وعلى الخفين» في «صحيح مسلم» (١: ٢٣١)، و«المجتبى» (١: ٧٦)، و«شرح معاني الآثار» (١: ٣١)، وغيرها. وعن أنس ﵁ في «سنن أبي داود» (١: ٣٦)، و«سنن ابن ماجه» (١: ١٨٧)، و«مسند أبي عوانة» (١: ٢١٨)، و«المستدرك» (١: ٢٧٥)، وغيرها.
(^٢) النّاصية: واحدة النَّواصي: وهي قصاص الشعر في مقدِّم الرأس، وهي لغة طيئيَّة. ينظر: «اللسان» (٦: ٤٤٤٧).
(^٣) ينظر: «مغني المحتاج شرح المنهاج» (١: ٥٣).
(^٤) المجمل: وهو ما ازدحمت فيه المعاني واشتبه المراد به اشتباهًا لا يدرك بنفس العبارة، بل بالرجوع إلى الاستفسار ثم الطلب ثم التأمل. ينظر: «المنار» (ص ٧).
(^٥) المطلق: هو الشائع في جنسه، بمعنى أنه حصة من الحقيقة محتملة الحصص كثيرةً من غير شمول، ولا تعيين. ينظر: «التلويح» (١: ٦٣).
(^٦) سقطت من ص وف وم.
(^٧) الأَنْمَلَة: من الأصابع العُقْدة، وبعضهم يقول الأنامل رؤوس الأصابع، عليه قول الأزهري، الأنملة: المفصل الذي فيه الظُّفْر، وهي بفتح الهمزة مع فتح الميم أكثر من ضمها، وبعض المتأخرين من النحاة حكى تثليث الهمزة مع تثليث الميم. ينظر: «المصباح المنير» (٢: ٩٦٨) للفيومي.
(^٨) من سورة النساء، آية (٤٣).
(^٩) زيادة من م.
(^١٠) سبق تخريجه قبل أسطر.

2 / 14