Sharḥ al-Tadamuriyya - al-Khamīs
شرح التدمرية - الخميس
Publisher
دار أطلس الخضراء
Edition
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
Genres
التواطؤ: اتفاق اللفظ والمعنى - نور الشمس ونور القمر.
التباين: اختلاف اللفظ والمعنى مثل السماء والأرض.
س٢٢ - وصف الله القرآن كله بأنه محكم ووصفه بأنه متشابه. اذكر دليلًا لذلك ووضح التشابه والإحكام وبين هل هناك تعارض؟
ج - وصف القرآن بأنه متشابه فقال الله تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ آحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ﴾ [الزمر: ٢٣]، ووصفه بأنه محكم حين قال: ﴿مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ﴾ [آل عمران: ٧] وقال: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ﴾ [هود: ١١]، ومعنى أنه محكم أي أنه كلام متقن فصيح يميز بين الحق والباطل من أوامره، وبين الصدق والكذب من أخباره وهذا هو الإحكام العام.
ومعنى كونه متشابهًا، أي يشبه بعضه بعضًا في الكمال والجودة ويصدق بعضه بعضًا، وهذا هو التشابه العام وليس في ذلك تعارض بل المراد بإحكامه أنه متقن يصدق بعضه بعضًا ولا ينافي بعضه بعضًا فيكون متشابهًا أي يشبه بعضه بعضًا في الصدق والإعجاز.
س٢٣ـ قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي آنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ [آل عمران: ٧]، ما المراد بالإحكام والتشابه هنا؟ مع تعريف التشابه والإحكام الخاص، وما منشأ التشابه وهل هو متشابه على كل الناس أم ماذا؟
ج - المراد بالإحكام والتشابه في هذه الآية هو الإحكام والتشابه الخاصان، والمتشابه الخاص هو خفاء المعنى وغموضه وهو مشابهته لغيره من وجه مع مخالفته له من وجه آخر بحيث يشتبه على بعض الناس أنه هو وليس كذلك، ومنشؤه وجود قدر مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما الذي قد يهتدى إليه وقد لا يهتدى إليه.
والإحكام الخاص: ظهور المعنى ووضوحه وهو الفاصل بين الشيئين مع وجود الفاصل بين الشيئين
1 / 303