158

Sharḥ al-Muḥarrar fī al-ḥadīth

شرح المحرر في الحديث

Publisher

هو دروس صوتية مفرغة

١٤٤ - وَعَن أنس " أَن النَّبِي ﷺ َ لما حلق رَأسه كَانَ أَبُو طَلْحَة أول من أَخذ من شعره " هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ، وَرَوَاهُ مُسلم وَلَفظه: " أَن النَّبِي ﷺ َ ناول الحالق شقة الْأَيْمن فحلقه، ثمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَة فَأعْطَاهُ إِيَّاه، ثمَّ نَاوَلَهُ الشق الْأَيْسَر فَقَالَ: احْلق فحلقه، فَأعْطَاهُ أَبَا طَلْحَة، فَقَالَ: اقسمه بَين النَّاس ".

ثم ذكر هذا الحديث عن رسول الله ﷺ الذي فيه أنه حلق شعره وأعطاه أبا طلحة ﵁ ليوزع نصفه على الناس ونصفه أعطاه إياه والمصنف أورد هذا الحديث من أجل بيان أن الشعر طاهر وأن هذا هو المقصود من إيراده في هذا الباب والصحابة ﵃ لما أعطاه ليوزع بين الناس لأنهم كانوا يتبركون بشعره ويتبركون بفضل وضوئه ويتبركون بعرقه ويتبركون بما مسَّه جسده ﷺ وحتى الثياب التي يلبسها يحرصون على تحصيلها أو على استعمالها كما جاء في قصة الرجل الذي أهدي إلى رسول الله ﷺ بردة فلبسها محتاجا إليها فرآها رجل عليه وقال: يا رسول الله اكسنيها فالرسول ﷺ دخل منزله وخلعها وأعطاها إياه فلامه الناس على ذلك وقالوا كيف تسأله وقد لبسها محتاجا إليه فقال: إني ما سألته لألبسها وإنما سألته لتكون كفني يعني يريد أن يتبرك بهذه البردة التي مست جسد الرسول ﷺ وعلى هذا فإن هذا الحديث أورد لبيان طهارة الشعر وأن ما انفصل من الإنسان يعني من شعر فإنه يكون طاهرا سواء كان متصلا أو منفصلا.

1 / 158