66

============================================================

المرصد الأول - المقصد السادس: تسميته مقيدة، ثم إن نفع الكلام فيما عداه بطريق الإفاضة والإنعام من الأعلى على الأدنى دون الخدمة، فلا يناسب تسميته خادم العلوم.

(المقصد السادس: تسسميته و انما وجب تقديمها لأن في بيان تسمية العلم الذي يتوجه إلى تحصيله مزيد اطلاع على حالة تفضي الطالب مع ما سبق إلى كمال استبصاره في شأنه (إنما سمي) الكلام (كلاما إما لأنه بإزاء المنطق للفلاسفة) يعني أن لهم علما نافعا في علومهم سموه بالمنطق، ولنا أيضا علم نافع في علومنا سميناه في مقابلته بالكلام إلا آن نفع المنطق في علومهم بطريق الآلية والخدمة، ومن ثمة يسمى خادم العلوم وآلتها، وربما يسمى رئيسها نظرا إلى نفاذ حكمه فيها، ونفع الكلام في علومنا بطريق الإحسان والمرحمة، فلا يسمى إلا رئيسا لها (أو لأن أبوابه عنونت أولا) أي في كتب المتقدمين (بالكلام في كذا) فبعد تغير العنوان بقي ذلك الاسم بحاله (أو لأن مسالة الكلام) يعني قدم القرآن وحدوثه (أشهر أجزائه) وسبب أيضا لتدوينه (حتى كثر فيه) اي في حكم الكلام أنه قديم، أو حادث (التناحر) أي التقاتل (والسفك) اذ قد روي أن بعض الخلفاء العباسية كان على الاعتزال، فقتل جماعة من علماء الأمة التفسير، والحديث والفقه إلا أن يقال: إن ذلك ليس نفاذا للحكم بل خدمة بناء على أن تدوين علوم العربية لأجلها كتدوين أصول الفقه للفقه، وليس تلك العلوم مقصودة بالأصالة ولذلك لا يلزم رياسة المبادي للممسائل، او يمترف بأن لها رياسة باعتبار التوقف، وإن كانت مرؤسة باعتبار كونها غير مقصودة بالذات.

قوله: (فلا يناسب إلخ) رد على الشارح الفاضل الأبهري، ولك أن تقول خادم القوم سيدهم.

قوله: (إنما سمي إلخ) كلمة إنما للتاكيد لا للحصر، إذ لها وجوه آخر، وكلمة أو لاستقلال كل منهما لامتناع الجمع أو الخلو.

قوله: (يعني أن لهم إلخ) يعني ليس المنظور في هذا الوجه اتحاد جهة النفع، وهو إيراث القدرة، ولا في إيراث القدرة كونه بإزاء المنطق، فتعدد الوجهان، والعلامة التفتازاني جعلهما في شرح العقائد وجها واحدا بناء على أن الاشتراك في مطلق النفع لا يحسن التسمية بلفظ يناسب لفظ النطق.

قوله: (عنونت أولا) بناء على أن الباعث لتدوينه الخلاف في مسألة الكلام.

قوله: (إذ قد روي أن بعض الخلفاء إلخ) روى ان المامون الخليفة امتحن العلماء بخلق القرآن في سنة ثمان عشرة ومائتين، وكتب بذلك إلى نائبه ببغداد، وبالغ بذلك وقام في هذه البدعة قياما معتدا به فاجاب أكثر العلماء على سبيل الإكراه، وتوقف طائفة ناظروا فلم يلتفت إلى

Page 66