============================================================
مقدمة المؤلف فاسده وأصلحه (حافظا) حال من فاعل كتبت وما في حيزه من أودعته، وما عطف عليه أي فعلت كل ذلك حافظا (للأوضاع) التي ينبغي أن يحافظ عليها (رامزا) مشيرا بإيجاز العبارة (مشبعا) موضحا بإطنابها (في مقام الرمز والإشباع) ولقد بالغ في تحرير كتابه ونصح طالبيه (حتى جاء) متعلق بتلك الأفعال المذكورة (كما أردت، ووفق الله وسدد في إتمام ما قصدت) ثم بين مجيئه على وفق إرادته بقوله (جاء كلاما لا عوج فيه ولا ارتياب ولا لجلجة) أي ولا تردد (ولا اضطراب متناسبا صدوره) أوائله (وروادفه) أواخره (متعانقا سوابقه ولواحقه) وقوله (بكرا) بدل من كلاما (من أبكار الجنان لم يطمثها) لم يمسها (من قبل إنس ولا جان وكنت برهة من الزمان) مدة طويلة منه (أجيل رايي) أديره (وأردد قداحي) كما يفعله الياسر حال تفكره في الميسر (وأؤامر نفسي) من المؤامرة وهي المشاورة، لأن كلا من المتشاورين يأمر صاحبه بما يراه (وأشاور ذوى النهي) جمع نهية وهي العقل لأنه ينهى عن الفحشاء (من أصدقائي مع تعدد خاطبيها) من الخطبة، والضمير لليكر ومن جملة خاطبيها سلطان الهند محمد شاه جونه (وكثرة الراغبين فيها) وقوله (في كفء) متعلق بأجيل وما عطف عليه (أزفها إليه) يقال زففت العروس إلى زوجها أزف بالضم زفا وزفافا (يعرف قدرها ويغلي مهرها) يكثره (موفق) من عند الله (له مواقف) جمع موقف من الوقوف بمعنى اللبث (يعز الدين فيها بالسيف والسنان، وهو متطلع) ناظر مستشرف (إلى مواقف) جمع موقف من الوقوف بمعنى الدراية، وفيه إشارة إلى اسم الكتاب (ينصره فيها بالحجة والبرهان) ولا بد لذلك الإعزاز من هذه النصرة (فإن السيف القاضب) القاطع (إذا لم تمض الحجة حده كما قيل: مخراق لاعب) وهو منديل يلف ليضرب به عند التلاعب (حتى وفع) غاية لإجالة الرأي وما عطف عليها (الاختيار على من لا يوازن) من وازنت بين الشيئين إذا قول: (لا عوج فيه) الموج العطف من حال الانتصاب، وهو بفتح العين فيما يدرك بالبصيرة، والفكر من المعقولات وبالكسر فيما يدرك بالبصر من المحسوسات، هكذا وجدت بخط جدي في حواشي المطول، ويؤيده. قوله تعالى: { لا ترى فيها عوجا ولا امتا} [طه: 107]، وربما يقال: عكس هذا أيضا حتى قال بعض أهل اللغة: العرج يالفتح كحبي در جوب ومانندآن وبالكسر كحبي دردين ومانندآن، وقال ابن السكيت: كل ما كان ينتصب كالحائط والعود قبل فيه عوج بالفتح والعوج بالكسر ما كان في ارض او دين أو معاش.
Page 35