============================================================
المرصد الرابع- في إثبات العلوم الضرورية لمذهبهم) ومحصل لغرضهم كما قرروه في قولهم إن أجبتم عنها إلخ. (بل الطريق) معهم في إلزامهم ودفع إنكارهم (أن تعد عليهم أمور لا بد لهم من الاعتراف بثبوتها) والجزم فيها (حتى يظهر عنادهم) في إنكار الأشياء كلها (مثل إنك هل تميز بين الألم واللذة، أو بين دخول النار والماء، أو بين مذهبك وما يناقضه، فإن أبوا إلا الإصرار) على الإنكار (أوجعوا ضربا وأصلوا نارا أو يعترفوا) أي إلى أن يعترفوا (بالألم وهو من الحسيات وبالفرق بينه وبين اللذة، وهو من البديهيات) قال ناقد المحصل: والحق أن تصدير كتب الأصول الدينية بمتل هذه الشبهات تضليل لطلاب الحق، وقد يقال: اطلاعهم على هذه الشبه ووجوه فسادها يفيدهم التتبت فيما يرومونه، كيلا يركنوا إلى شيء منها إذا لاح لهم في بادى رأيهم.
قوله: (إلى أن يعترفوا) أو يحترقوا حذف الثاني لظهوره.
قوله: (أو يعترفوا بالألم وهو من الحيات) قيل: الحق أنه ضعيف لأنهم يمترفون بإحساسهم الألم لكنهم يجوزون أن يكون خطأ كما في سائر الأغلاط الحسية، والجواب: أن السراد أو يعترفوا بالألم حقيقة فإذا لم يمترفوا بحقيقة الألم، وجوزوا أن يكون إحساسهم به خطا، يتركون في النار فيحصل المقصود، وهو اضحلال تاثير فتتتهم باحتراقهم، وبالجملة ليس مقصودنا اعترافهم بخصوصه، بل إما اعترافهم بكون الألم مثلا أمرا حقيقيا، أو احتراقهم فيحصل المقصرد البتة.
Page 195