Sharh Al-Manzuma Al-Mimiyah fi Al-Adab Al-Shar'iyah
شرح المنظومة الميمية في الآداب الشرعية
Genres
وكن صابرًا للفقر وادرع الرضا ... بما قدر الرحمن واشكره واحمدِ
. . . . . . . . . وسلم للقضاءِ ولا ... تخاصمنّ به كالملحد الخصمِ
الملحد المجادل على طريقة أهل الشرك ﴿لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا﴾ [(١٤٨) سورة الأنعام] الملحد يقول: والله لو أراد لي الهداية ما ألحد، العاصي قد يحتج بالقدر، لكن هل في هذا حجة له؟ أبدًا، الله -جل وعلا- جعل فيك حرية الاختيار، وبين لك، وما ترك لك حجة.
وبالمقادير كن عبدًا لمالكه ... وعابدًا مخلصًا في شرعه القيمِ
بالمقادير التي قدرت عليك كن عبد منقاد، مذل لله -جل وعلا-.
"كن عبدًا لمالكه * وعابدًا مخلصًا" يعني في الشرع في القدر كن عبدًا، لا اختيار لك معه ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [(٣٦) سورة الأحزاب] خلاص ما في تردد، نفذ.
. . . . . . . . . ... وعابدًا مخلصًا في شرعه القيمِ
بالنسبة للشرع عليك أن تطيع فتعمل المأمورات، وتترك المحظورات.
إياه فاعبد وإياه استعن. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
قدم المعمول كما في قوله -جل وعلا-: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [(٥) سورة الفاتحة] للحصر، يعني إياه فاعبد ولا تعبد غيره، وإياه فاستعن ولا تستعن بغيره.
. . . . . . . . . فبذا ... تصل إليه وإلا حرت في الظلمِ
يعني إذا أخلصت العبادة لله -جل وعلا- وصرفتها له لا لغيره، وكذلك لم تستعن بأحد من المخلوقين.
. . . . . . . . . فبذا ... تصل إليه وإلا حرت في الظلمِ
ومن أراد أن يقف على أسرار إياك نعبد وإياك نستعين فليقرأ في كتاب مدارج السالكين لابن القيم.
وخذ بالأسباب واستوهب مسببها ... . . . . . . . . .
8 / 18