187

Sharḥ al-Jāmiʿ al-Ṣaḥīḥ

شرح الجامع الصحيح

قوله: «وبنى على صلاته»: أي صلى ما بقي منها وجعله متصلا بالأول، فما صلاه أولا في حكم الأساس لهذا الباقي؛ فلذا سمي الضم إليه بناء، قال الشيخ عامر: وأما غير هذه الوجوه من الابخاس فلا يبنى بها في الصلاة ولا يستخلف، وعند قومنا عن اسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف فليتوضأ ثم ليبني على صلاته وهو في ذلك لا يتكلم". رواه ابن ماجة والدار قطني، وقال الحفاظ من أصحاب ابن جريج يروونه عن ابن جريج عن أبيه عن النبيء صلى الله عليه وسلم مرسلا، ففي هذا الحديث زيادة المذي، أما القلس فهو داخل في حكم القيء وإن لم تصرح به رواية الربيع رحمة الله عليه، فإنهما بمعنى واحد كما تقدم ذكرهما معا في نقض الوضوء بهما، وإن وصل ثوبه أو جسده شيء من هذه الوجوه التي يبنى بها في الصلاة فقيل: يتسخلف ويغسل جسده وثوبه إن لم يجد ثوبا غيره ويبني على صلاته، وقيل: لا يبني ولا يستخلف، وإن مسه»: شيء منها من قبل غيره فلا يبني به ولا يستخلف، وإن شك في حصول ذلك منه فإنه يمضي على صلاته حتى يتمها ولا ينصرف بنفس الشك لما تقدم في<1/173> حديث الريح وإن وجد بعد الفراغ شيئا ورأى أنه حدث في الصلاة فليستأنف صلاته والله أعلم.

قوله: «أوتي بكتف»: رواية البخاري: "أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوض"، والكتف معروف ووزنه مثل كبد وكبدة.

قوله: «مؤربة»: بميم مضمومة وهمزة مفتوحة وراء مشددة مفتوحة وباء موحدة، قال الربيع: «المؤربة»: الموفرة فهو مأخوذ من أربت الشيء إذا وفرته، ويقال أعطاه مؤربا أي تاما.

Page 202