Sharh al-Jami' al-Sahih

Noor Al-Din Al-Salmi d. 1332 AH
139

Sharh al-Jami' al-Sahih

شرح الجامع الصحيح

هذا كله من الدر المنثور للسيوطي، وسيأتي في المسند من روايات أبي سفيان، قال: حدثني أبو عبد الملك، قال: سمعت حماد بن إسحاق الخوارزمي: "أنه لما نزلت هذه الآية: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}، وعند النبيء صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وعلي عثمان، فقال: أبو بكر أين أنا يومئذ يا رسول الله؟ فقال: تحت التراب، ثم قال عمر: وأين أنا يا رسول الله يومئذ؟، قال: تحت التراب، ثم قام عثمان فقال: أين أنا يومئذ يا رسول الله؟ فقال: بك تفتح وبك تنشب، فقام علي وقال: أين أنا يومئذ يا رسول الله؟ فقال: أنت إمامها وزمامها وقائدها، تمشي فيها مشي البعير في قيده".

قوله: «ألا إن الفتنة هاهنا»: قد تقدم في باب الولاية والإمارة من حديث أنس بن مالك، قوله: "ألا وإن الفتنة هاهنا، وأشار بيده ثلاثا نحو المشرق"، وفي باب الإيمان من حديث أبي مسعود الأنصاري، قوله: وإن الفتنة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر، وتقدم قريبا قول السدي في تفسير قوله تعالى:{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}، قال أخبرت أنهم أصحاب الجمل، وتقدم قول الزبير أيضا أنهم المعنيون بذلك، فهذه الأحاديث والآثار يفسر بعضها بعضا، فالإشارة نحو المشرق، إنما هي إلى الجهة التي كانت فيها وقعة الجمل، وهي ناحية البصرة، وإنما اعتنى الشارع بالتنبيه عليها لأنها كانت أول خروج<1/131> ببغي على الإمام العادل.

قوله: «فالناجي من نجا منها»: وهو الذي لم يخرج معهم، ولا صوب خروجهم، ولا أحبه ولا رضي به، بل كرهه وبرئ إلى الله منه.

Page 154