121

Sharḥ al-Iqtiṣād fī al-Iʿtiqād – al-Rājihī

شرح الاقتصاد في الاعتقاد - الراجحي

Genres

إثبات رؤية الناس لربهم في الجنة
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وروى صهيب عن النبي ﷺ قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: يا أهل الجنة! إن لكم عند الله موعدًا لم تروه، فيقولون: ما هو، ألم يبيض وجوهنا، ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه، ثم تلى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس:٢٦]) رواه مسلم].
هذا الحديث فيه إثبات رؤية المؤمنين لربهم ﷿، وفيه تفسير الزيادة بأنها الرؤية، وهذا من تفسير السنة للكتاب العزيز وهو تفسير قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس:٢٦] فالحسنى هي الجنة، والزيادة النظر إلى وجهه ﷾، والذين أحسنوا هم المؤمنون، فهم الذين أحسنوا في عبادة الله، وأحسنوا إلى الخلق، فلهم الحسنى وهي الجنة، ولهم زيادة وهي النظر إلى وجه الله الكريم، (إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: إن لكم عند الله موعدًا لم تروه -وفي رواية: يريد أن ينجزكموه- فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب؛ فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه)، وهذا فيه دليل على أن رؤية الله ﷿ أعظم نعيم يعطاه أهل الجنة، حتى إنهم ينسون ما هم فيه من النعيم عند رؤية الله ﷿.
وهذا يدل على أن الله تعالى لا يراه أحد في الدنيا، وأن النبي ﷺ لم ير ربه، ولا رآه أحدٌ من الرسل والبشر، لأن الخلق لا يستطيعون الثبات لرؤية الله؛ وذلك لبشريتهم الضعيفة في الدنيا.

6 / 8