Sharh al-Hamawiyyah by Ibn Taymiyyah - Al-Rajhi
شرح الحموية لابن تيمية - الراجحي
Genres
اعتقاد أبي الحسن الأشعري في الإيمان
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وذكر قولهم في الإسلام والإيمان والحوض والشفاعة وأشياء، إلى أن قال: ويقرون بأن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص].
خلافًا للمرجئة الذين يقولون: إن الإيمان تصديق القلب فقط.
قال: [ولا يقولون: مخلوق، ولا يشهدون على أحد من أهل الكبائر بالنار].
قوله: (ولا يقولون: مخلوق) يعني: العمل، وكأن المقصود التخصيص، وإلا فقد قال الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:٩٦] والقول في أن الإيمان مخلوق أو غير مخلوق بدعة، وهذه المسألة أيضًا شبيهة بالمسألتين السابقتين، وهي أنه لما ظهرت مقولة القائلين: لفظنا بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق تكلم الناس حينئذ في الإيمان، فقال طائفة: الإيمان مخلوق، ودخل في ذلك ما تكلم الله به من الإيمان وقول: لا إله إلا الله، فصار مقتضى قولهم: أن نفس هذه الكلمة مخلوقة، ولم يتكلم الله بها، فبدع الإمام أحمد هؤلاء، قال شيخ الإسلام بعد إيراد هذه المسألة والكلام عليها: وهذه الأقوال كلها مبتدعة مخترعة لم يقل السلف شيئًا منها، وكلها باطلة شرعًا وعقلًا، ثم ذكر في نهاية البحث أنه من قال: الإيمان مخلوق أو غير مخلوق فلابد من الاستفصال منه ما يريد بالإيمان؟ فإن أراد بالإيمان شيئًا من صفات الله كقوله: لا إله إلا الله، وإيمانه الذي دل عليه اسم المؤمن فهو غير مخلوق، وإن أراد شيئًا من أفعال العباد وصفاتهم فالعباد كلهم مخلوقون، فجميع أفعالهم وصفاتهم مخلوقة، ولا يكون للعبد المخلوق صفة قديمة.
10 / 11