Sharh al-Ajrumiyya by Muhammad Hassan Abd al-Ghaffar
شرح الآجرومية - محمد حسن عبد الغفار
Genres
نصب الفعل المضارع بإذًا
ثالثًا: (إذا): وهي حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال.
وقولنا: حرف جواب وجزاء، يعني: أنها تكون جوابًا لقول سابق.
فمثلًا: إذا رأيت رجلًا له سمة طالب العلم يحمل فتح الباري وفتاوى ابن تيمية والذخيرة والمدونة والأم للشافعي، وقال: أنا سأجتهد في طلب العلم، فأنت تجيبه وتقول: إذًا تنجح.
و(إذًا) تنصب الفعل المضارع، ولكن لا بد لها من شروط، وهذه الشروط فيها تفصيل، لكن نحن سنذكرها هنا بإيجاز: الشرط الأول: أن تكون في صدر الكلام، فلا يصح أن تنصب بها المضارع إذا كانت في وسط الكلام.
الشرط الثاني: أن يكون الفعل الذي بعدها دالًا على الاستقبال لا على الحال.
الشرط الثالث: ألا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم أو النداء أو (لا) النافية.
الأمثلة على ذلك: ١ - قال لك رجل: سأزور مدينتك، فأنت بكرمك تقول: إذًا تقيمَ عندنا: فهنا توفرت الشروط حتى تعمل (إذًا)، فهي في صدر الكلام، ولا يوجد فاصل بينها وبين الفعل، وأيضًا الفعل بعدها يدل على الاستقبال.
فنقول: تقيم: فعل مضارع منصوب بإذًا، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
٢ - رجل من التجار قال: أنا سأنزل السوق وسأكون أمينًا.
فأجبته وقلت له: إذًا تربحَ تجارتك.
تربحَ: فعل مضارع منصوب بإذًا، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
٣ - أن يقول لك أحدهم: سأغلق النافذة، فتجيب عليه: إذًا يفسدَ الهواء.
يفسدَ: فعل مضارع منصوب بإذًا، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
تدريبات: استخرج الفعل المضارع المنصوب، وأداة النصب، وبين علامة النصب من الأمثلة التالية: أولًا: قال الله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ﴾ [القصص:١٧].
ثانيًا: قال الله تعالى: ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ﴾ [الحديد:٢٣].
ثالثًا: قال الله تعالى: (لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب:٥٠].
رابعًا: قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء:٢٨].
خامسًا: قال الله تعالى: ﴿قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى﴾ [طه:٩١].
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
13 / 5