Sharaf Mustafa
شرف المصطفى
Publisher
دار البشائر الإسلامية - مكة
Edition Number
الأولى - 1424 هـ
Your recent searches will show up here
Publisher
دار البشائر الإسلامية - مكة
Edition Number
الأولى - 1424 هـ
وكان يغل عنده ما يكفي جميع الناس من الخبز فيكسره، ويثرده في الجفان ويقدمه إليهم، فكان ذلك أعمل لجماعتهم وأستر عليهم إذ لا يعلم كل واحد منهم قدر ما يأكله صاحبه وصار سنة للعرب فلذلك سمي هاشما.
قوله: «يغل عنده» :
الغلة: ما يأتي من النتاج من الزرع والثمر ونحوهما، يقال: فلان يغل على عياله، أي: يأتيهم بالغلة، وهو هاهنا الطعام الذي يطعمه الأضياف.
قوله: «فلذلك سمي هاشما» :
وروى ابن سعد [1/ 76- 77] من طريق الكلبي عن ابن عباس قال: كان اسم هاشم عمروا وكان صاحب إيلاف قريش، وإيلاف قريش دأب قريش، وكان أول من سن الرحلتين لقريش، ترحل إحداهما في الشتاء إلى اليمن وإلى الحبشة إلى النجاشي فيكرمه ويحبوه، ورحلة في الصيف إلى الشام إلى غزة وربما بلغ أنقرة فيدخل على قيصر فيكرمه ويحبوه، فأصابت قريشا سنوات ذهبن بالأموال فخرج هاشم إلى الشام فأمر بخبز كثير فخبز له، فحمله في الغرائز على الإبل حتى وافى مكة فهشم ذلك الخبز- يعني:
كسره- وثرده ونحر تلك الإبل، ثم أمر الطهاة فطبخوا، ثم كفأ القدور على الجفان فأشبع أهل مكة فكان ذلك أول الحياة بعد السنة التي أصابتهم فسمي بذلك هاشما.
قال ابن سعد: وأخبرنا هشام بن محمد قال: فحدثني معروف بن الخربوذ المكي، قال: حدثني رجل من آل عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، عن أبيه قال: قال وهب بن عبد قصي في ذلك:
تحمل هاشم ما ضاق عنه ... وأعيا أن يقوم به ابن بيض
أتاهم بالغرائر متأقات ... من أرض الشام بالبر النفيض
فأوسع أهل مكة من هشيم ... وشاب الخبز باللحم الغريض
Page 330