Sharaf Mustafa
شرف المصطفى
Publisher
دار البشائر الإسلامية - مكة
Edition Number
الأولى - 1424 هـ
Your recent searches will show up here
Publisher
دار البشائر الإسلامية - مكة
Edition Number
الأولى - 1424 هـ
ظهره شجرة خضراء حتى بلغت أعنان السماء، وإذا أغصانها نور في نور، وإذا بقوم بيض الوجوه، واذا القوم متعلقون بها من لدن ظهري إلى السماء، فلما انتبهت أتيت كهنة قريش فأخبرتهم بذلك، فقالوا: لئن صدقت رؤياك فقد صرف الله إليك العز والكرامة، وقد خصصت بحسب وسؤدد لم يخص بها أحد من العالمين.
فأعطاه الله ذلك، وذلك حين نظر الله إلى الأرض فقال للملائكة:
انظروا من أكرم أهل الأرض اليوم عندي- وأنا أعلم بذلك- فقالت الملائكة: ربنا وسيدنا ما نرى في الأرض أحدا بالوحدانية مخلصا إلا نورا واحدا في ظهر رجل من ولد إسماعيل، قال الله:
فاشهدوا أني قد أكرمته لنطفة حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت نطفة مالك- وإنما سمي مالكا لأنه ملك العرب-، وأوصى مالك ابنه فهرا، وأوصى فهر غالبا، وأوصى غالب لؤيا، وأوصى لؤي كعبا، - أعينهم، فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فمنعني الشاب، فقلت: لمن النصيب؟
فقال: النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها، فانتبهت مذعورا فزعا، فرأيت وجه الكاهنة قد تغير، ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب، ويدين له الناس، ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون هذا المولود، فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج، ويقول: كانت الشجرة- والله أعلم- أبا القاسم الأمين، فيقال له: ألا تؤمن به؟
فيقول: السبة والعار!.
قوله: «فكانت نطفة مالك» :
وهو مالك بن النضر بن كنانة.
قوله: «وأوصى مالك ابنه فهرا» :
هو فهر بن مالك الذي قيل إن اسمه قريش، وأن فهرا لقب له، وأن من كان من نسله فهو قرشي لأنه أبو قريش خاصة وجماعها، وإلى ذلك يشير قول-
Page 326