Shanashil

شناشيل ابنة الجلبي وإقبال

Genres

شناشيل ابنة الجلبي‏

إرم ذات العماد‏

في الليل‏

في انتظار رسالة‏

الباب تقرعه الرياح‏

من ليالي السهاد‏

خلا البيت‏

جيكور وأشجار المدينة‏

ها ... ها ... هوه‏

أحبيني ...!‏

Unknown page

يقولون تحيا ...‏

وغدا سألقاها‏

ليلة الوداع‏

أغنية بنات الجن‏

جيكور أمي‏

يا غربة الروح‏

أم كلثوم والذكرى‏

كيف لم أحببك؟‏

أسير القراصنة‏

نسيم من القبر‏

Unknown page

في المستشفى‏

سلوى‏

متى نلتقي؟‏

أظل من بشر‏

القن والمجرة‏

عكاز في الجحيم‏

لوي مكنيس‏

حميد‏

المعول الحجري‏

في غابة الظلام‏

Unknown page

رسالة‏

ليلة انتظار‏

نفس وقبر‏

إقبال والليل‏

ليلى‏

شناشيل ابنة الجلبي‏

إرم ذات العماد‏

في الليل‏

في انتظار رسالة‏

الباب تقرعه الرياح‏

Unknown page

من ليالي السهاد‏

خلا البيت‏

جيكور وأشجار المدينة‏

ها ... ها ... هوه‏

أحبيني ...!‏

يقولون تحيا ...‏

وغدا سألقاها‏

ليلة الوداع‏

أغنية بنات الجن‏

جيكور أمي‏

Unknown page

يا غربة الروح‏

أم كلثوم والذكرى‏

كيف لم أحببك؟‏

أسير القراصنة‏

نسيم من القبر‏

في المستشفى‏

سلوى‏

متى نلتقي؟‏

أظل من بشر‏

القن والمجرة‏

Unknown page

عكاز في الجحيم‏

لوي مكنيس‏

حميد‏

المعول الحجري‏

في غابة الظلام‏

رسالة‏

ليلة انتظار‏

نفس وقبر‏

إقبال والليل‏

ليلى‏

Unknown page

شناشيل ابنة الجلبي وإقبال

شناشيل ابنة الجلبي وإقبال

تأليف

بدر شاكر السياب

شناشيل ابنة الجلبي

وأذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور

من خلل السحاب كأنه النغم

تسرب من ثقوب المعزف - ارتعشت له الظلم

وقد غنى - صباحا قبل ... فيم أعد؟ طفلا كنت أبتسم

لليلي أو نهاري أثقلت أغصانه النشوى عيون الحور.

Unknown page

وكنا - جدنا الهدار يضحك أو يغني في ظلال الجوسق القصب

وفلاحيه ينتظرون: «غيثك يا إله!» وإخوتي في غابة اللعب

يصيدون الأرانب والفراش، و«أحمد» الناطور -

نحدق في ظلال الجوسق السمراء في النهر

ونرفع للسحاب عيوننا: سيسيل بالقطر.

وأرعدت السماء فرن قاع النهر، وارتعشت ذرى السعف

وأشعلهن ومض البرق أزرق ثم اخضر ثم تنطفئ

وفتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب

عاد منه النهر يضحك وهو ممتلئ

تكلله الفقائع، عاد أخضر، عاد أسمر، غص بالأنغام واللهف

Unknown page

وتحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه

تراقصت الفقائع وهي تفجر؛ إنه الرطب

تساقط في يد العذراء وهي تهز في لهفه

بجذع النخلة الفرعاء (تاج وليدك الأنوار لا الذهب،

سيصلب منه حب الآخرين، سيبرئ الأعمى،

ويبعث من قرار القبر ميتا هده التعب

من السفر الطويل إلى ظلام الموت، يكسو عظمه اللحما

ويوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب!)

وأبرقت السماء ... فلاح، حيث تعرج النهر،

وطاف معلقا من دون أس يلثم الماء

Unknown page

شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر (عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاء)

وآسية الجميلة كحل الأحداق منها الوجد والسهر.

يا مطرا يا حلبي

عبر بنات الجلبي

يا مطرا يا شاشا

عبر بنات الباشا

يا مطرا من ذهب.

تقطعت الدروب، مقص هذا الهاطل المدرار

قطعها ووراها،

وطوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار

Unknown page

كغرقى من سفينة سندباد، كقصة خضراء أرجأها وخلاها

إلى الغد «أحمد» الناطور وهو يدير في الغرفه

كئوس الشاي، يلمس بندقيته، ويسعل ثم يعبر طرفه الشرفه

ويخترق الظلام.

وصاح «يا جدي» أخي الثرثار: «أنمكث في ظلام الجوسق المبتل ننتظر؟

متى يتوقف المطر؟»

وأرعدت السماء، فطار منها ثمة انفجرا

شناشيل ابنة الجلبي ...

ثم تلوح في الأفق

ذرى قوس السحاب، وحيث كان يسارق النظرا

Unknown page

شناشيل الجميلة لا تصيب العين إلا حمرة الشفق.

ثلاثون انقضت، وكبرت: كم حب وكم وجد

توهج في فؤادي!

غير أني كلما صفقت يدا الرعد

مددت الطرف أرقب: ربما ائتلق الشناشيل

فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة إلى وعدي!

ولم أرها. هواء كل أشواقي، أباطيل

ونبت دونما ثمر ولا ورد!

لندن، 24 / 2 / 1963

إرم ذات العماد

Unknown page

(عند المسلمين أن «شداد بن عاد» بنى جنة؛ لينافس بها جنة الله، هي «إرم»، وحين أهلك الله قوم عاد، اختفت «إرم» وظلت تطوف، وهي مستورة، في الأرض لا يراها إنسان إلا مرة في كل أربعين عاما، وسعيد من انفتح له بابها.)

من خلل الدخان من سيكاره،

من خلل الدخان

من قدح الشاي وقد نشر، وهو يلتوي، إزاره

ليحجب الزمان والمكان،

حدثنا جد أبي فقال: «يا صغار،

مقامرا كنت مع الزمان،

نقودي الأسماك، لا الفضة والنضار،

والورق الشباك والوهار .

وكنت ذات ليله

Unknown page

كأنما السماء فيها صدأ وقار،

أصيد في الرميله

في خورها العميق، أسمع المحار

موسوسا كأنما يبوح للحصى وللقفار

بموطن اللؤلؤة الفريده،

فأرهف السمع لعلي أسمع الحوار.

وكان من ندى الخريف في الدجى بروده

تدب منها رعشة في جسدي فأسحب الدثار.

وانفرج الغيم فلاحت نجمة وحيده

ذكرت منها نجمتي البعيده

Unknown page

تنام فوق سطحها وتسمع الجرار

تنضح (يا وقع حوافر على الدروب

في عالم النعاس، ذاك عنتر يجوب

دجى الصحارى. إن حي عبلة المزار).

فسرت والسماء وجهتي، ولا دليل،

أرقب نجمها الوحيد، والشعاع

يخفت أو يؤج مانعا ومانحا، وكالشراع

ترفع أو تحطه الرياح في الصراع.

أسرت ألف خطوة؟ أسرت ألف ميل؟

لم أدر إلا أنني أمالني السحر

Unknown page

إلى جدار قلعة بيضاء من حجر،

كأنما الأقمار منذ ألف ألف عام

كانت له الطلاء،

كأنما النجوم في المساء

سلن عليه ثم فاض حوله الظلام.

وسرت حول سورها الطويل

أعد بالخطى مداه (مثل سندباد

يسير حول بيضة الرخ ولا يكاد

يعود حيث ابتدأ

حتى تغيب الشمس، غشى نورها سواد،

Unknown page

حتى إذا ما رفع الطرف رأى ... وما رأى؟)

حتى بلغت في الجدار موضع العماد

تقوم فيه، كالدجى، بوابة رهيبه

غلفها الحديد، مد حولها نحيبه

أراه بالعيون لا تحسه المسامع.

وقفت عندها أدق ...

يا صدى أراجع

أنت من المقابر الغريبه؟

أحس في الصدى

برودة الردى،

Unknown page

أشم فيه عفن الزمان والعوالم العجيبه

من إرم وعاد.

وحين كل ساعدي

وملني الوقوف في الظلام (كناسك، كعابد

يرفضه الإله في معبده، يظل لا ينام

ولا يريد الماء والطعام،

يصيح: «كن على الهوى مساعدي

يا رافع السماء، يا موزع الغمام.»)

جلست عند بابها كسائل ذليل

جلست أسمع الصدى، كأنه العويل،

Unknown page

يلهث خلف حائط من حجر ثقيل.

كأن بين دقة ودقة يمر ألف عام

وما أجاب العدم الخواء.

وحين أوشك الصباح يهمس الضياء

نعست، نمت ... واستفقت: مر ألف جيل!

الشمس والفلاه

والغيم والسماء

وكل ما أراه

هناك حيث كان سورها، المياه

تشع في الخليج.»

Unknown page