Shan Duca
شأن الدعاء
Investigator
أحمد يوسف الدّقاق
Publisher
دار الثقافة العربية
خَالَطَتْ تُرْبَةَ الأرْض، وَجَرَتْ (١) فِي الأنْهَارِ وَالحِيَاضِ وَنَحْوِهَا (٢)؛ فَكَانَا أحَقَّ بِكَمَالِ الطَّهَارَةِ، وَكَذَلِكَ هَذَا المَعْنَى في قَوْلِهِ: "كَما يُنَقَّى الثَّوبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ" إشْبَاعٌ فِي بَيَانِ (٣) التطهير، وَتَوْكِيْدٌ لَهُ.
والله -سبْحَانَه (٤) - مُسْتَغْن عَنْ (٥) أنْ يُضْرَبَ لَهُ الأمْثَالُ، وَأنْ يُظَاهَرَ لَهُ البَيَانُ مِن طَرِيْقِ التشبِيْهِ، والتمْثيْلِ، وَلَكِنهُ عَادةُ الكَلَامِ، وَبِهِ يَحْسُن البَيَانُ، وَيَقْرُبُ الشيْءُ مِن الأفْهَامِ. [والله أعْلَمُ] (٦).
[١٠٠] [و] (٧) قَوْلُهُ: "اللَّهُمَّ إنيِ أعُوذُ بِك مِنْ طَمَع يَهْدِي إلَى طَبعٍ". قَالَ أبو عُبَيْدٍ: الطَبَعُ: الدَّنَسُ، وَالعَيْبُ، وَكُلُّ شْين فِي دِيْنٍ أو دُنْيَا فَهُو طَبَعٌ (٨)، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُل طَبَعٌ (٨)، وَأنْشَدَ الأعْشَى (٩):
[١٠٠] رواه إلإمام، أحمد في المسند ٥/ ٢٣٢، ٢٤٧، والحاكم ١/ ٥٣٣ وقال عنه صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. والحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ١/ ٣٢١، ومجمع الزوائد ١٠/ ١٤٤، وانظر غريب الحديث = _________ (١) في (ت) و(ظ ٢): "جرى". (٢) في (م): "ونحوهما". (٣) في (ت) و(ظ ٢): "بياض" بدل "بيان". (٤) في (م): "تعالى". (٥) سقط: "عن" من (م). (٦) ما بين المعقوفين سقط من (م). (٧) زيادة من (م). (٨) في (م): "طيبع" في الموطنين. (٩) في (م): "للأعشى" والبيت في ديوانه ص ١٠٧ من قصيدة طويلة أبياتها (٧٤) بيتا، يمدح بها هَوْذة بن عليٍّ الحنفي، مطلعها: بانتْ سُعادُ وأمسى حَبْلُها انقطعا ... واحتلت الغَمر فالجُدَّينِ فالفَرَعَا وغريب الحديث لأبي عبيد ٢/ ٢١٩.
1 / 170