313

Shamāʾil al-Rasūl ṣallā Allāh ʿalayhi wa-ālih wa-sallam

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Publisher

دار القمة

Edition Number

-

Publisher Location

الإسكندرية

Genres

يشرف بمن يعيش فيه ويعمره بالطاعات والقربات.
٢- رؤيته في المنام:
عن أبي هريرة قال: سمعت النّبيّ ﷺ يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثّل الشّيطان بي» «١» . قال أبو عبد الله: قال ابن سيرين: إذا رآه في صورته.
الشاهد في الحديث:
قوله ﷺ: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة»، وعند الشيخين أيضا: «من رآني فقد رأى الحق» «٢» .
أولا: بعض أقوال العلماء في قوله ﷺ: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» .
قال الإمام ابن حجر- ﵀ ما نصه: «والحاصل من الأجوبة ستة:
أحدهما: أنه على التشبيه والتمثيل، ودل عليه قوله في الرواية الآخرى: «فكأنما رآني في اليقظة» .
ثانيها: أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير.
ثالثهما: أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه.
رابعها: أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكنه ذلك وهذا من أبعد المحال.
خامسا: أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية، لا مطلق من يراه حينئذ ممن لم يره في المنام.
سادسا: أنه يراه في الدنيا حقيقة ويخاطبه، وفيه ما تقدم من الإشكال» . انتهى «٣» .
ويقصد الإمام ابن حجر بالإشكال الوارد على الرأي السادس، ما قاله في موضع آخر:
«ويعكر عليه أن جمعا جمّا رأوه ﷺ في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة، وخبر الصادق لا يختلف» «٤» .
وأعتقد- والله أعلم- أن المقصود بقوله ﷺ: «من رآني في المنام فقد رآني» «٥» . أنها رؤية حقيقية كرؤيته ﷺ في اليقظة سواء بسواء؛ وذلك لأن الأصل هو عدم التأويل

(١) رواه البخاري، كتاب: التعبير، باب: من رأى النبي ﷺ في المنام، برقم (٦٩٩٣) .
(٢) رواه البخاري، كتاب: التعبير، باب: من رأي النبي ﷺ في المنام، برقم (٦٩٩٦) .
(٣) انظر فتح الباري (١٢/ ٣٨٥) .
(٤) انظر الموضوع السابق من الفتح.
(٥) رواه البخاري، كتاب: التعبير، باب: من رأى النبي ﷺ في المنام، برقم (٦٩٩٤) .

1 / 319